روى البخاري في صحيحه َ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ 0 الثاني / أن المستغيث بالغائب واقع في شرك الصفات لامحالة ذلكم أن الذي يسمع دعاء المستغيث من غير مباشرة أسباب إنما هو الله تعالى فالمستغيث يجعل سمع المستغاث به من دون الله كسمع الله وقد قال الله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) والشرك إتخاذ الأنداد لله في الإلهية والربوبية والصفات قال تعالى :( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) 0 الثالث / أن المستغيث بالغائب قد وقع في شرك الربوبية لأنه يعتقد أن له قدرة على نفعه وهو مكروب في شدة أودفع الضر عنه بلا مباشرة اسباب وذلك لايقدر عليه إلا الله تعالى قال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله) وقال ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين 0وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم0 الرابع / إذا علمنا أن الذي يدعو إليه الجفري الضال شرك فالشرك اعظم وأقبح ذنب عصي الله به على وجه الأرض برهان ذلك مارواه البخاري في صحيحه عَنْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ والشرك محبط للعمل قال تعالى ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون يمنع دخول الجنة ويدخل النار أبد الآباد قال إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار0 ويبح الموت عن المشرك فيخلد أبد الآباد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ثُمَّ قَرَأَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 0 خامسا / قوله بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !! قول باطل كفري شركي مخرج من الملة لادليل عليه وصدق الإمام عبدالله بن المبارك إذ قال الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال ما شاء ما شاء فهذا الضال يزعم أن روح الرسول تغيث مليون في لحظة واحدة وهذ هي صفة الألوهية التي لاتنبغي إلا لله فكب وفجر وقتل كيف قدر 0 فلو كان ذلك كذلك فلماذا لم يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم الإستغاثة به وقد قال مسلم عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قِيلَ لَهُ قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ قَالَ فَقَالَ أَجَلْ لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ ولم يستغيث به أحد من أصحابه بعد وفاته ولم يقل أحدهم أن روح النبي تغيث حتى ابتدع الجفري هذا الشركفعليه وزر ماقال ومن تبعه إلى يوم القيامة 0 ثانيا قوله / أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها .