سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ,,,,,,, وان كثرت منه إلــّي الجرائم
الناس معادن فمنهم ذهبي المعدن ومنهم نحاسيه ومنهم رصاصيه ومنهم طينيه وسفليه فلذلك نواجه ألوان من أساليب التعاملات حسب معادن من نلتقي بهم التي نتبين معها قدرتنا على ضبط النفس مع المسيئ منهم وقدرتنا ايضا اجتياز كل ما من شانه يضعنا موضع اختبار مع تعاليم من هو اعلم بمن خلق ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا)) ..
وقبل ان أعدد الأسباب التي توجب عدم مجاراة المسيئ والنزول الى مرتبته والرحمة به والاخذ بيده ما امكن الى اقوم سبيل .. ارجع بكم الى سبب العداء بين الإنسان والشيطان الذي يعود الى اليوم الذي شكل الله فيه آدم عليه السلام حين قاس ابليس مادة خلقه التي ينبع منها الطيش والخفة وسرعة الإحراق قياسا باطلا وفاسدا على مادة خلق الإنسان التي تحمل من الخصائص الكثيرة منها الرزانة والحلم ..فكل عجلة وكل تصرف اهوج تُصرف الإنسان عن طبيعة مادة خلقة تدخله في الطبيعة النارية التي بين لنا الإسلام كيفية تهدأتها وارجاعها الى أصلها
ومن ضمن التصرفات الشيطانية الإستفزاز بأي طريقة كانت قد تكون كلمة وقد تكون فعل من قريب او من بعيد وقد لا يعيرها الطرف الآخر اهتماما لعدة اعتبارات... اسماها الإعتقاد أن كل مخالفة للشيطان طاعة للرحمن ..
ولنعلم اولاآن قدرة الإنسان على الإلتزام بأمر الله يرجع على قوة الإرادة او ضعفها وليس منا من يحب أن يتصف بالضعف ..المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير..
وترجع ثانيا الى قدرتناعلى التحمل والصبر التي تقوى بتدريب وتمرين عضلات القلب على التسامح وملئه بالمحبة فديننا دين التسامح العجيب والتاريخ يشهد على ذلك يالعديد من القصص ..سامح كل الذين اخطأوا في حقك او ظلموك او نسوا جميلك .. ادعوا لهم بالمغفرة تجد انك الرابح الاكبر وستشعر بهدوء وطمأنينه غالبه قد يتدخل ابليس ويحاول أن يثنيك بتذكيرك مساوئهم اخمد فتنته بالوضوء والصلاة والأستغفار وكلما طرأ على ذهنك مساوئهم احرق ابليس بالمزيد من طلب المغفرة لك ولهم ..الم تعلم ان محل نظر الله الى عباده قلوبهم فكيف تريد أن يرى الرحمن قلبك طاهرا ام مليئا بالأحقاد ؟!....
ثالثامن الأسباب ايضا الموجبة بالرحمة بالمخطئ والشفقة عليه قوله تعالى((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاروهم في الامر ))
ان الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على ما سواه .. اذا كان هذا الامر للنبي الذي كان خلقه القرآن واصحابه خير من تشربوا دروس النبوة فكيف بمن ليس له مقام الرسول صلى الله عليه وسلم وخير من ااقتدوا به ..
يروى ان رجلا شتم الشعبي فقال له : ان كنت كما قلت فغفر الله لي وان لم اكن كما قلت فغفر الله لك..
ونستنتج من ذلك انه يتوجب على المرء ان ينظر في نفسه ويضع الامور مواضعها قبل آن يؤاخذ الآخرين ..
رابعا: سعة الصدر وحسن الثقة .. من الأسباب التى تهدئ الغضب وتدفعه الى العفو .. ولذلك قال حكيم : احسن المكارم عفو المقتدر وجود المفتقر فاذا قدر الإنسان على آن ينتقم من خصمه غفر له وسامحه ..
ولنا في المصطفى صلىالله عليه وسلم أسوة حسنة حين قال:ما ترون اني صانع بكم؟! قالوا : خير ! اخ كريم وابن اخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء ..
خامسا..شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب ويسمو بنفسه فوق هذا المقام ..
فلا بد آن تعوّد نفسك على التغاضي عما يغضبك من الطرق الإستفزازية التي هي من مداخل الشيطان اليك قابل الإساءة بابتسامة عريضة وتدرب عمليا على كيفية كظم الغيظ ..
أسالك هنا ..
هل انت من كاظمي الغيظ ؟!..كم مرة نجحت في كظم غيظك ؟!..ولماذا ؟!
..تذكّر قد تتجاوز لاسباب اعلم اسماها ما كان لوجه الله ..
شتم رجل ابا بكر الصديق رضي الله عنه بحضور الرسول صلى الله عليه وسلم ففي كل مرة كان هذا الرجل يشتم الصديق والرسول الكريم يتبسم حتى كانت الثالثة فرد عليه الصديق فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فلحقه الصديق يستوضح منه سبب تبسمه ثم قيامه فقال صلىالله عليه وسلم "بما معناه" في المرة الاولى والثانية كان يرد عنك ملك فلما رددت عليه حضر الشيطان ولا اجلس مجلسا يحضره الشيطان ..
اعلم ان قطع السباب ممن يصدر منهم لهو من الحزم : حكي ان رجلا قال لضرار بن القعقاع والله لو قلت واحدة لسمعت عشرا ..فقال ضرار والله لو قلت عشرا لم تسمع واحدة ..
سادسا..ان جرعة غيظ يتجرعها الإنسان في سبيل الله لها ما لها عند الله من الأجر والرفعة.. قال صلىالله عليه وسلم: من كظم غيظا وهو قادر على آن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يخيره الله من الحور ما شاء ..
*ومن المشاهد ان نتائج الصمت ابلغ من الرد على من يتسفزك بأي صورة كانت ولون فالبصمت تحفظ لسانك ووقتك وقلبك اما المجادلة والاخذ والعطاء تنعكس سلبا على فكرك وقلبك فالضرر اكثر من النفع ..
· الكلام سهل وقد تجد ممن يدعوك للرفق واللين بين قوله وعمله بعد المشرق عن المغرب او يطبق حسب ما تقتضيه مصلحته كما نقول بالعامية (مع ناس وناس ) او رياء ..
· اليك يا من تبدأ كلامك بخير تحيه وارقى المعاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ثم يصدر منك ما يؤذي الآخرين هل تعرف معنى تحيتك ..انك بها تعطي الأمانلمحدثك من لسانك وقلبك ويدك ( فعلا وقولا) وتدعوله بها بالرحمة والبركة ..
اتمنى أن تحول كلمات تحيتك الى منهج تسير عليه وتدعوا اليه ..