عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 37  ]
قديم 2009-12-23, 10:37 AM
أبو ابراهيم
عضو جديد
رقم العضوية : 52444
تاريخ التسجيل : 14 - 5 - 2008
عدد المشاركات : 77

غير متواجد
 
افتراضي
ومن الرؤيا الظاهرة ما جاء في قصة طويلة ذكرها اللالكائي في كتابه "شرح السنة" عن يوسف بن الحسن بن إبراهيم الخياط قال: كان في الجانب الشرقي في وقت أبي الحسن بن بويه رجل ديلمي من قوّاده يسمى جبنه، مشهور، وَجْهٌ من وجوه عسكره. ويذكر جماعة من الحاضرين لهذه الحكاية أنه كان رجلاً مشهورًا له مال ونجدة وجمال، قال: بينما هو واقف يومًا في موسم الحاج ببغداد وقد أخذ الناس في الخروج إلى مكة إذ عبر به رجل يعرف بعلي الدقاق – معافري – قال يوسف: هو حدثني بهذه القصة

إذ هو صاحبها والمبتلى بها، وكنت أسمع غيره من الناس يذكرونها لشهرتها إلا أني سمعته يقول: عبرت على جبنه، فقال لي: يا علي هو ذا تحج هذه السنة؟ قلت: لم تتفق لي حجة إلى الآن وأنا في طلبها، فقال لي جوابًا عن كلامي: أنا أعطيك حجة، فقلت له من غير أن يصح في نفسي كلامه: هاتها، فقال: يا غلام مُرَّ إلى عثمان الصيرفي وقل له يزن لك عشرين دينارًا فمررت مع غلامه فوزن لي عثمان عشرين دينارًا ورجعت إليه فقال لي: أصلح أمورك فإذا عزمت على الرحيل فأرني وجهك لأوصيك بوصية فانصرفت عنه وهيأت أموري فرجعت إليه فقال لي: أولاً قد وهبت لك هذه الحجة ولا حاجة لي فيها ولكن أحملك رسالة إلى محمد، فقلت: ما هي؟ قال: قل له أنا بريء من صاحبيك أبي بكر وعمر اللذين هما معك، ثم حلفني بالطلاق إنك لتقولنها وتبلغن هذه الرسالة إليه، فورد عليّ مورد عظيم وخرجت من عنده مهمومًا حزينًا وحججت ودخلت المدينة وزرت قبر رسول الله  وصرت مترددًا في الرسالة أبلغها أم لا، وفكرت في أني إن لم أبلغها طلقت امرأتي وإن بلغت عظمت علي مما أواجه به رسول الله  فاستخرت الله تعالى في القول، وقلت: إن فلان بن فلان يقول كذا وكذا وأديت الرسالة بعينها واغتممت غمًا شديدًا وتنحيت ناحية فغلبتني عيناي فرأيت النبي  فقال: «قد سمعت الرسالة التي أديتها فإذا رجعت إليه فقل إن رسول الله  يقول: أبشر يا عدو الله يوم التاسع والعشرين من قدومك بغداد بنار جهنم»، وقمت وخرجت ورجعت إلى بغداد فلما عبرت إلى الجانب الشرقي فكرت وقلت: إن هذا رجل سوء بلغت رسالته إلى رسول الله  أبلغ رسالته إليه، وما هو إلا أن أخبره بها حتى يأمر بقتلي أو يقتلني بيده، وأخذت أُقَدّم وأؤخر، فقلت: لأقولنها ولو كان فيها قتلي ولا أكتم رسالته وأخالف أمره، فدخلت عليه قبل الدخول على أهلي فما هو إلا أن وقعت عينه علي فقال لي: يا دقاق ما عملت في الرسالة؟ قلت: أديتها إلى رسول الله  ولكن قد حمّلني جوابها، قال: ما هي؟ فقصصت عليه رؤياي، فنظر إلي وقال: إن قتل مثلك علي هيّن -وسَبَّ وشتم، وكان بيده زوبين يهزه فهزه في وجهي- ولكن لأتركنك إلى اليوم الذي ذكرته ولأقتلنك بهذا الزوبين -وأشار إلى الزوبين- ولامني الحاضرون

وقال لغلامه: احبسه في الاصطبل وقيّده. فحبست وقيّدت وجاءني أهلي وبكوا علي ورثوا لي ولاموني. فقلت: قضي الذي كان ولا موت إلا بأجل. ولم تزل تمر بي الأيام والناس يتفقدوني ويرحموني مما أنا فيه حتى مضت سبعة وعشرون يومًا فلما كانت الليلة الثامنة والعشرون اتخذ الديلمي دعوة عظيمة أحضر فيها عامة وجوه قوّاد العسكر وجلس معهم للشرب فلما كان نصف الليل جاءني السايس فقال لي: يا دقاق، القائد أخذته حمى عظيمة وقد تدثر بجميع ما في الدار ووقع عليه الغلمان فوق الثياب وهو ينتفض في الثياب نفضًا عظيمًا، وكان على حالته اليوم الثامن والعشرين وأتت ليلة التاسع والعشرين ودخل السايس نصف الليل وقال: يا دقاق مات القائد وحلّ عني القيد فلما أصبحنا اجتمع الناس من كل وجه وجلس القوّاد للعزاء وأخرجت أنا، وكانت قصتي مشهورة واستعادوني فقصصت عليهم ورجع جماعة كثيرة عن مذابهم الرديئة.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه ابن أبي الدنيا قال: حدثني أحمد بن جميل حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم قال: أغمي على المسور بن مخرمة رضي الله عنهما ثم أفاق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله أحب إلي من الدنيا وما فيها، عبد الرحمن بن عوف في الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وعبد الملك والحجاج يجران أمعاءهما في النار. وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة في ترجمة الحجاج بن يوسف من "تهذيب التهذيب" ثم قال: هذا إسناد صحيح ولم يكن للحجاج حينئذ ذكر ولا كان عبد الملك ولي الخلافة بَعْدُ لأن المسور مات في اليوم الذي جاء فيه نعي يزيد بن معاوية من الشام وذلك في ربيع الأول سنة أربع وستين من الهجرة. انتهى.


Facebook Twitter