ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه ابن الجوزي أيضًا عن ابن خزيمة قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غمًا شديدًا فبت من ليلتي فرأيته في النوم وهو يتبختر في مشيته فقلت: يا أبا عبد الله ما هذه المشية؟ قال: مشية الخدام في دار السلام فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد لِمَ كتبت عن حَرِيز بن عثمان، فقلت: يا ربّ كان ثقة، فقال: صدقت ولكنه كان يبغض عليًا أبغضه الله، ثم قال لي: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري كنت تدعو بها في دار الدنيا، فقلت: يا ربّ كل شيء، فقال: هيه، فقلت: بقدرتك على كل شيء، فقال: صدقت، فقلت: لا تسألني عن شيء، واغفر لي كل شيء، فقال: يا أحمد هذه الجنة فادخل إليها.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الخطيب البغدادي في "تاريخه" عن يحيى بن يوسف الزمي قال: رأيت في المنام إبليس رجلاه في الأرض ورأسه في السماء أسود مثل الليل وله عينان في صدره، فلما رأيته قلت: من أنت؟ قال: هو إبليس فجعلت اقرأ آية الكرسي، قال: فقلت له: ما أقدمك هذه البلاد؟ قال: إلى بشر بن يحيى رجل من الجهمية، قال: قلت: من استخلفت بالعراق؟ قال: ما من مدينة ولا قرية إلا ولي فيها خليفة، قلت:
ومن خليفتك بالعراق؟ فقال: بشر المريسي دعا الناس إلى أمر عجزت عنه. وفي رواية قال: دعا الناس إلى ما عجزت عنه قال القرآن مخلوق، وقال في هذه الرواية، إن بشر بن يحيى كان بمرو يرى رأي المريسي.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الخطيب أيضًا عن أحمد بن الدورقي قال: مات رجل من جيراننا شاب رأيته في الليل وقد شاب فقلت: ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا زفرت جهنم زفرةً شاب منها كل من في المقبرة.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الخطيب أيضًا وابن الجوزي في "مناقب أحمد" عن عبد الله بن المبارك الزَّمِن قال: رأيت زبيدة في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قالت: غفر لي بأول معول ضرب في طريق مكة، قلت: فما هذه الصفرة في وجهك؟ قالت: دفن بين ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي زفرت عليه جهنم زفرة فاقشعر لها جلدي، فهذه الصفرة من تلك الزفرة. زاد ابن الجوزي، قلت: فما فعل أحمد بن حنبل؟ قالت: الساعة فارقني أحمد بن حنبل في طبار من درة بيضاء في لجة حمراء يريد زيارة الجبار عز وجل، قلت: بما نال ذلك؟ قلت: بقوله القرآن كلام الله غير مخلوق.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الخطيب أيضًا عن سفيان بن وكيع قال: رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب فقلت: ما هذا؟ قال: أُعِدَّت لابن أبي دؤاد.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الآجري في كتاب "الشريعة" عن بقية بن الوليد قال: حدثني أبو غياث قال: بينا أنا أغسل رجلاً من أهل القدر قال: فتفرقوا عني فبقيت أنا وحدي فقلت: ويل للمكذبين بأقدار الله، قال: فانتفض حتى سقط عن دفه، قال: فلما دفناه عند باب الشرقي رأيت في ليلتي تلك في منامي كأني منصرف من المسجد إذا بجنازة في السوق يحملها حبشيان رجلاها بين يديهما فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان، قلت: سبحان الله أليس قد دفناه عند باب الشرقي، قال: دفنتموه في غير موضعه، فقلت: والله لأتبعنه حتى أنظر ما يصنع به فلما أن خرجوا به من باب اليهود مالوا به إلى
نواويس النصارى فأتوا قبرًا منها فدفنوه فيه فبدت لي رجلاه فإذا هو أشد سوادًا من الليل.