بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى الله وصحبه وسلم , وبعد:
لاأجدني أقول جديداً حين أقول: إن الرؤى والأحلام ؛ بتعبيراتها , وتأويلاتها , تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الناس عامة. ولاأخفيكم أنني اهتممت بهذا العلم ؛ وتعمنتُ بالرؤى ودلالاتها ومدلولاتها ورمزيتها ؛ بعد أن منَّ الله عليه برؤى عجيبة كشفت أمراً يمس حياتي الخاصة لم أكن لأعلمه لو لا فضل الله ومنِّه بتلك الرؤيا .
حقيقةً أخذت فترةً طويلةً أحث الخطى بحثاً عن المعبرين ؛ وكان ذلك الوقت من العسير أن يظفر المرء بمعبر ؛ لصعوبة الاتصالات , وصعوبة التعرف والوصل للمعبرين , وكان ذلك قبل ظهور الجوال الذي ساهم في سهولة التواصل .
كنتُ أبحث عن تعبير رؤى , أجزم الآن أنها لو عبرت في وقتها تعبيراً صحيحاً لعادت عليَّ بنفعٍ كبيرٍ جداً, وقد عرفتُ ذلك بعد أن وقعت تلك الرؤى . ذات مرة اتصلت على واحدٍ يصنفُ على أنه معبر ؛ لكنه للأسف ليس له في التعبير ناقةً ولاجمل ؛ فقصصت عليه رؤياي , فلم يفهم لها تأويلاً ليقول لي : لعلها من حديث النفس ؛ لأن الرؤيا الصادقة ليس من السهولة أن يراها الإنسان , ثم يكمل ليصف الرؤى أنها كمن يخبر عن حال السوق , كأن يكون زحاماً.
كان هذا الكلام مهبطاً لي كثيراً ؛ إلى أن يسر الله , وظهر برنامج الـ إم بي سي , وكان ذلك البرنامج _ نعمةً كبيرة_ حيث انتفعت من هذا البرنامج في نواحٍ كثيرة حول الرؤى .
وكان أهم تلك الأمور , التعرف على الرؤى ومدى حقيقتها من عدمها , والأهم من كل ذلك أنني شاهدت المعبر كيف يعبر , وكيف يستدل على التعبير من خلال الربط بين حال الرائي ورؤياه , وكيف أن الرموز تشير إلى أمر حياتية واضحة أحياناً.
وقبل ذلك لايفوتني الإشارة إلى أنني قد بدأت التنقيب والبحث في هذا العلم , وعندما بدأ البرنامج أضاف إليَّ معلوماتٍ جديدة , فانطلقت أقرأ في صحيح البخاري عن الرؤى , وفي القرآن الكريم .
وكانت تلك القراءة مفيدة جداً وتأصيلية , أتممتُ بعدها المشوار بالقراءة في العديد من كتب الرؤى والأحلام , ولعل أشهر ها وأدقها من وجهة نظري , هو كتاب الإشارات في علم العبارات , وهو كتاب قيمٌ مهم لكل من يبحث في هذا العلم .
بعدها حصلت على بعض أرقام المعبرين الأفاضل , واتصلت عليهم مراراً من أجل تعبير بعض الرؤى , وكانت تعبيراتهم موفقة مراراً عديدة , إلى أن تعرفت على موقع الشيخ فهد , حين كان تبع سعودي لينكس , وكم كانت فرحتي كبيرة حين وجدته اليوم أصبح صرحاً كبيراً .
بلاشك أن استمرارية هذا المنتدى الرائع هي فرصة رائدة ومبادرة عظيمة للدكتور الشيخ فهد العصيمي , لاسيما أن علم التعبير علم شريف .
وعوداً على بدء ؛ في هذه الفترة أخذت أعكف على تعلم التعبير , وكانت أول مرةٍ حين عبَّرتُ رؤى صديقٍ لي , بعد إلحاحٍ منه , وكان تعبيرها موفقاً . ثم بدأ هذا الصديق يسألني مرةً بعد أخرى كلما رأى رؤياً مهمة , ولاتزال تعبيراتِ معه موفقة . لكنني لاأعبر لأحد غيره أبداً, إلا في أضيق الحدود جداً.
ومن الطريف في الأمر أن تعبير بعض رؤاي لاأعرفه , وأقف حائراً فيه , ولعل ذلك مرده إلى حال الإنسان نفسه ونظرته إلى أوضاعه , فيعجز عن الخروج من سيطرتها .
في برنامج أم بي سي ذكر الشيخ فهد في أحد حلقاته تعبيراً لرؤى أحدهم إن لم تخني الذاكرة , أن سعر البترول سيصل إلى سعر الخمسين دولاراً خلال الفترة القادمة , تذكرتُ ذلك وأنا أشاهد تجاوز أسعار النفط ذلك السعر , كما أشار الشيخ مسبقاً.
كما أنني أعلم يقيناً أن تعبير الرؤى أمرٌ ظني , وهو محل اجتهاد ؛ لذلك فإن المؤسف أن البعض , يتعامل وكأن التعبير حقٌ أبلج ؛ فإن لم يقع ,أو تأخر , رمى المعبر وانتقصه وسفهه .
وهذه للأسف موجودة , دون أن يعيد النظر في الرؤيا , أو يعلم نفسه أن التعبير قد يقع وقد لايقع , وهذا ليس بذنب المعبر إذا اجتهد المعبر وكان معروفاً ببراعته في هذا العلم .
هنا أظنني أطلت الحديث ؛ لذا لابدَّ أن أقف .