عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-12-06, 11:43 PM
الشاعر النعيمي
رقم العضوية : 94761
تاريخ التسجيل : 29 - 11 - 2009
عدد المشاركات : 3

غير متواجد
 
افتراضي أنين في الأقصى شعر : طارق الدغيم
أنين في الأقصى
شعر :

الشاعر النعيمي : طارق دغيم



جراحُ الصّوتِ في الأقصى تنادي
وقد حبست على الصّوتِ الأيادي

وقد أمست جراحُ الصدرِ تفضي
لحشرجةٍ كآهاتِ الصّوادي

فما أدري أصوتٌ أم أنينٌ
تميزُ حروفَهُ لغةُ الفؤادِ

فواعجباً ويا أسفاً لحالٍ
نبيتُ بها على قهرِ الأعادي

تموتُ النّاسُ في الأقصى وإنّا
حريراً قد صنعنا للوسادِ

وملء جفونِنا نمنا وقلنا
كفى الأقصى معزٌّ للعبادِ

فرمنا باطلاً في قولِ حقٍّ
كمن يأتي المساجدَ للفسادِ

وعدنا كالضّياعِ بدارِ جبنٍ
فرأسٌ خانعٌ والقرنُ بادي

وصيحاتٌ تمزّقُ كلَّ حرٍّ
أراها كالحكايا للرّقادِ

وأضواءٌ تغالُ بدارِ قومي
فما زادوا سوى حبِّ السّوادِ

وللثّاراتِ نادى كلُّ خيلٍ
لسانُ الحالِ حيَّ على الجهادِ

وثاراتُ الرّجال نسوا شذاها
فقد ألِفو الأريجَ على كسادِ

ومن يرضَ الحياةَ بأرضِ ذُلٍّ
يعشْ كالميْت عن حبِّ النّوادي

ويرضاها حياةً تحتَ وِطءٍ
خبيثَ النّفس لا يرقى لوادي

فنخوتُهم سرت يوماً إليهِم
وهذا اليومَ أمست في الجيادِ

وأمسَوا كالشّياه ولو تراهم
حسبت شياهَهم قممَ الرّشادِ

ألا يا مدّعي الإسلامَ مهلاً
ألستُم خيرَ حكّامِ البلادِ

مكانٌُ باركَ الرّحمنُ فيهِ
ومسرى سيّدي خيرِ العبادِ

يُهانُ أمامَ أعيُنِكم مراراً
وأعيُنكم كأمثالِ الجمادِ

وتختنقُ المآذنُ من هوانٍ
يدبُّ على جباهِ ذوي الرمادِ

وتدمع مقلتي طفلٍ رضيعٍ
لطيمٍ ليس تقربُه الأيادي

يقولُ الدّمع حينَ يهيمُ قهراً
أيا أبتاهُ أينَ تراهُ زادي

وأينَ تراهُ يا أمّاهُ ثديي
وأين الحُضنُ يحنو في سُهادي

وأينَ محمّدٌ ما عادَ فينا
رأيتُ أباهُ عادَ وليسَ غادي

رأيتُ أباهُ قد رسَمتْ دماءٌ
على أثوابِه حقدَ الأعادي

رأيتُ أباه يبكي في انتحابٍ
ويبكي الدّمعُ يدعو للحدادِ

أيا أبتاهُ ما معنى حدادٍ
وما معنى القفول على انفرادِ


التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر النعيمي ; 2009-12-06 الساعة 11:49 PM.