ولمصلحة البشرية جمعاء لا بدّ لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من العودة إلى الله ومن الالتجاء إلى حبله المتين بالتوبة النصوحة والأوبة والرجوع إليه سبحانه، وقد وعد -ووعده الحق- بأن العذاب يرفع عن الأمة بسبب استغفارها، فقال في سورة الأنفال {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33].
ولا شك أن الاستغفار طريق لفلاح الفرد والمجتمع على المستوى المادي الدنيوي والأخروي كذلك، فجمع الله لأهل التوبة والاستغفار خيري الدنيا والآخرة ووعد ووعده الحق فقال :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12]، فجمع لأهل الاستغفار كل خير يرجوه المرء في دنياه المال والبنون اللذان هما زينة الحياة الدنيا , والجنات والأنهار، خير لا ينقطع .
وقال - تعالى - على لسان هود - عليه السلام -: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
حتى ذهب بعض أهل التفسير إلى أن من أثر الاستغفار زيادة قوة الرجل مع زوجته واستدل على ذلك بآية هود السابقة .
ومهما بلغت ذنوب العبد والمجتمع فقد وعد الله بالمغفرة إذا ما عاد واستغفر ولو بلغت ذنوبه عنان السماء، قال تعالى : {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]