[ريحانة الوجود]

القلب عليه مدار الحياة وهو موطن الا يمان ومأوى المعتقد وليس الا نسان جسما بعضه القلب ولكن في الحقيقه قلب بعضه الجسم ولا اروع ولا اجمل من قلب تصلح اوتاره وتشرق انوارة
والقلب في الواقع حقيقة الانسان واشرف مافيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم(الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله)
قال ابي هريرة رضي الله عنه0القلب ملك والاعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبث جنوده

فكلما ترقىالقلب في مرتب الصلاح تبعته الجوارح ولذا كان اعظم الامة صلاحا في قلبه وقالبه النبي صلى الله عليه وسلم ثم اصحابه من بعده

قال الحسن البصري مانظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهت على قدمي حتى انظر على طاعة او على معصية فإن كانت طاعة تقدمت وان كانت معصية تأخرت0
فهولاء القوم لما صلحت قلوبهم فلم يبق فيها اردة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك لغير الله وبما فيه رضاه

فقلب السليم يشتاق للعبادة ويحن اليها بينما اهل القسوة يضيقون بها ذرعا

ولقلب السليم يسروا بصلاةلان الحقيقة الصلا ة صلة القلب بالرب ولا احب لهذا القلب من الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (وجعلت قرة عيني في الصلاة)

والقلب السليم يتدبر فالكون كتاب منظور يقرا فيه عظمة الخالق وحكمته وقدرته ورحمته

ام القلب المريض لا حياة فيه وبه علة وفيه من الا يمان بالله ومحبته والتوكل عليه ولكن فيه حب للشهوات وايثارها والحسد والكبر والعجب فهو ممتحن بين داع يدعوه الى الله ورسوله والدار الا خرة وداع يدعوة الى الدار العاجلة

وهو يحب اقربهما منه بابا وادناهما جوارا

والقلب الاخر وهو القلب الميت الذي يسير مع شهواته وملذاته فالهوى امامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو في تحصيل اغرضه الد نيوية
مغمور الدنيا تسخطه وترضيه


وذكر الله تعالى هو الدواء الناجع في علاج امراض القلوب والذكرسلاح المؤمن وهومفتاح الخيرات

فالقلب بذكر يحيا ويشفى فالذكر لذة الأرواح وبهجة القلوب وقرة العيون

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله قلبا خاشعا ويستعيذ من قلب لا يخشع


نسأل الله قلب سليم خشعا




منقول من كتاب قلبي انت سر معاناتي
بقلم الشيخ عبيدالعمري