لقد تقرر لدى عقلاء الدنيا في كل زمان ومكان ،
ومنذ القديم وحتى الساعة ، أن :
( لذة العالم بعلمه ، ولذة المجتهد باجتهاده ، أعظم من :
لذة الآكل بأكله ، والواطئ بوطئه ، واللاعب بلعبه ...)
والسعيد حقاً :
من أنست روحه بالفضائل ، واطمأن قلبه إلى الطاعات ،
وتعلقت نفسه بالمعالي ،
ونفرت عن الرذائل واستعلت على السفاسف ..
***
** *** **
إن اعترضت عليك أهواء نفسك الأمارة تريد أن تشغب على قلبك أجواءه الطيبة ،
فصح فيها في عزم :
( سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) ! !
ثم صم عنها أذنيك ، وأدر لها ظهرك ،
وآثر ربك على كل متعة تزينها تلك الأهواء في عينيك ..!
وخذ على الطريق جرعة لعلك تجد فيها معينا على هذه الأهواء ،
قل لنفسك :
لقد قالوا قديماً :
( طالب الآخرة متشبه بالملائكة ..
وطالب الشر متشبه بالشياطين ..
وطالب اللذات وحدها ، متشبه بالبهائم !! )
فاختاري ..وأنظري أين تضعين نفسك أيتها النفس !!
ابو عبد الرحمن