نفحات سماوية ..
- - - - - - - - - -
عندما تستشعر قرب الرب جل جلاله ، وتنوع مظاهر رعايته لك ،
وحفظه إياك ، ورحمته بك ، وستره عليك ، وكرمه معك ،
ووده لك ، وحمله عليك ..ونحو هذا ...
عندما يجيش قلبك بهذه المعاني الراقية ، ويمتلئ بهذا الاستشعار ،
فإن روحك تلج _ مباشرة _ جنة ونعيماً ، وتتذوق لذة وحبورا ،
وتهتز طربا وبهجة ، وتستروح مباهج شتى ، وتجد مذاقا خاصا ، بنكهات مختلفة ..!!
وحين تهب عليها هذه النسائم ، تهون عليك كل مشقة ، ويتيسر لك كل عسير ،
وتصبح التكاليف حبيبة إلى نفسك ، في الوقت الذي تثقل فيه على كثيرين من حولك ،
وتجد أنك في كل طاعة تقبل عليها بهمة ، تتذوق معها لوناً خاصا من بركات السماء !
فلا عجب إن رأيتَ نفسك تهتز شوقاً للصلاة قبل وقتها ، وتطير إليها كلما سمعت النداء ،
وتحرص أن تكون منافساً في هذا المضمار الموصل إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر ..!
ألا ما أروع أن ينغمس القلب في لحظات سماوية صرفة ،
تنصب عليه خلالها ألوان من بركات السماء ..!
ولقد قيل قديماً :
لو بقيت الفطرة على حال صفائها الأول ، ونقائها الذي خلقت عليه ،
لما آثرت سواه سبحانه ، ولا التفت إلى أحد غيره ،
ولا اطمأنت إلا إليه ، ولا أحبت غيره ألبته ..!
ابو عبد الرحمن