عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-11-23, 8:22 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي وقليلٌ ما هم .. اللهم أجعلنا منهم !
وقليلٌ ما هم .. اللهم أجعلنا منهم !
- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

قال الراوي :
استيقظت وحدي البارحة في تمام الثانية والنصف ..قبل أذان الفجر بساعة ونصف تقريبا
..ووجدتني حياً لا أزال أتنفس ..وأتحرك. وأرى ..!!
ففرحت جدا ، وحمدت الله كثيرا..فهذه فرصة جديدة يمنحني الله إياها
لأقبل عليه بهمة أكبر ..سبحان الله ، لقد شعرت بشعور غريب بعد استيقاظي هذا اليوم ..
شعرت انني مت ، ثم حييت من جديد ..!!

لا ادري كيف قفزت الى ذاكرتي بقوة قصة عزير رحمه الله ،
الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه من جديد ..!!
خيل اليّ أن الأمر يتكرر معي .. أنني كنت ميتا فبعثني الله من جديد ..!!

شعور عجيب انتابني ، وانتفض له بدني ، وخفق معه قلبي بشدة ..
ها أنا أرى الدنيا من جديد بعد أن مت ( ليلة طويلة ) ..!!
نعم .. مت هذه الليلة بطولها، فانقطعت عن هذا العالم كله ، بما فيهم أهلي..!!
أليس الموت انقطاع عن الحياة والأحياء ؟
وهذا بالضبط ما كنت فيه وكان مني هذه الليلة بطولها ..!!

صحيح أن هذا يكون في كل ليلة ،لكني هذه الليلة شعرت بهذا الشعور بقوة وعنف
بحيث ارتجف بدني ، واقشعر جسمي ، وخفق قلبي ..!
يا إلهي .. 11
هذا يعني أني عدت للحياة من جديد ، بعد موت قصير ؟!

وذلك معناه أن الله قد أذن لي ، بأن أستأنف حياة جديدة ، ليرى فيها ما أصنع !
وهل سأنتفع بما كان ، وأمحو السيئة بالحسنة ..
أم سأبقى ( مخدرا ) لا أعي ولا افهم ..!؟


يا إلهي ..!!
حين يموت الإنسان موتته المعروفة ، ويقدم على الله بلا رصيد من أعمال
مما يرضى الله بها عنه ، فإنه يصيح باكيا نادما متوسلا ،
يتمنى لو يعود ولو ساعة من نهار..!! ولكن هيهات ....

( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ **
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ..
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)

نعم هو كذلك ..!
ولكن في هذه الموتة القصيرة _ أعني النوم _ يأذن الله بالعودة للحياة مرة أخرى ،
ليرى ماذا يصنع العبد في يومه الجديد ..
فإن كان عاقلا .. انتفع ، وعزم وقرر أن يستأنف يومه الجديد
_ أعني حياته الجديدة __ لتكون خالصة لله ومع الله ومن أجل الله ..

وإن كان أحمق ، فإن يوم الجديد قد يكون أسوأ من أمسه ..!!
ولا يزال يتنقل من سيء إلى أسوأ حتى يختطفه عساكر الموت ، فيعاين الأهوال..
ويتمنى يومها أن يعود إلى الدنيا ليستأنف العيش مع الله ولله ،
ولكن هيهات هيهات..

سبحان الله ما اشد وقع هذا الشعور على نفسي في تلك الليلة ،
ولذا وجدت نفسي أبادر في خفة ويسر إلى الوضوء ..
ثم اخترت زاوية في الحجرة ، وشرعت أصلي ، والظلام يسربل المكان كله ،

أخذت اركع واسجد واخشع وأتلو وابكي ..بشكل مذهل ..!

كان اشد ما هيجني على البكاء أن تراءت لي صورة ذلك الرجل الصالح
الذي كان كلما استيقظ ، رفع أمام وجهه مرآة مصقولة ..!!
فإذا رأى وجهه حمد الله وأثنى عليه ، وفزع مباشرة إلى الصلاة شكرا لله
فلما سئل عن سر نظره في المرآة كلما استيقظ .. قال :

أخشى أن يكون مسخني الله سبحانه وأنا نائم ، فأنا استحق ذلك ...!!!!
فإذا رأيت أني لازلت كما أنا ، عرفت فضله سبحانه عليّ ، وإحسانه إليّ وكرمه معي ...
فلم املك إلا أن أبادر إلى الركوع والسجود والدعاء والمناجاة ..!!


تُرى كم عدد الذين يستشعرون مثل هذا الشعور الرائع كلما استيقظوا ؟!
ثم هل هؤلاء الذين يستشعرون هذا هم العقلاء ، أم أن غيرهم هم العقلاء !؟
فإن كانوا هم العقلاء حقا ....إذن فكم شخص فينا عاقل ، وكم فينا ........!!؟

ومتى سنقرر أن نراجع أنفسنا ...!؟
أسئلة أخذت تتوالد في رأسي ، وأنا على سجادتي في ظلمة السحر .

وبدأ أذان الفجر يعلو ، يمزق ظلمة الليل ، ينادي الأموات أن يهبوا من موتتهم ،
ليقفوا بين يدي خالقهم فيفيض عليهم من سحائب الرحمات والخيرات والبركات ..

ولكن .. ولكن يا حسرةً على العباد ...
أنهكهم سهر الليل مع الباطل ، فلم يقدروا أن يلبوا نداء الحق .. !!
وكثيرون جدا جدا ، مع هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا ....!!!!!!

نسأل الله أن يملأ قلوبنا بأنوار معرفته سبحانه ،
حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الإقبال عليه جل جلاله ..

ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟