حقيقة لا ينبغي نسيانها .
- - - - - - - - - - - - - - -
يلزمك أن تتذكر أن عالمنا الفسيح هذا ، الذي نعيش فيه
بقاراته ومحيطاته ، وبحاره وأنهاره ، وسهوله وغاباته ،
وأحراشه وصحاريه ، ومدنه وقراه الخ
لا يعدو أن يكون أصغر من حبة قمح دقيقة الحجم ، إذا ما قورن بعالم ما بعد الموت ،
عالم البرزخ الذي سينتقل إليه كل واحد منا ولابد ، طال زمن أو قصر ،
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ** لابد يوماً على آلة حدباء محمولُ
وبهذه النقلة من هذا الضيق الشديد ، إلى ذلك الفضاء الهائل العجيب ،
فكأنما الإنسان خرج من سجن ضيق للغاية ، إلى فضاء حرية لا حدود له ..!
بشرط أن يكون إنساناً صالحاً ، مقبلاً على الله ، ملتزماً تعاليمه ،
ومهتدياً بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ،
وإلا فإنه لن يخرج من السجن الضيق ، إلا إلى سجن أشد ضيقا ، يرى فيه أهوالا تنسيه حتى اسمه ..!!
وعلى هذا فانظر كيف حال قلبك مع الله سبحانه ، وكيف هي وقع خطواتك على درب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ومدى اهتمامك بأمر دينك ،
وتنافسك على دوائر الطاعات التي تزيدك قربا من الله ..
إن كنت كذلك فأكثر من حمد الله وشكره ، والإلحاح عليه بالدعاء
أن يرضى عنك ، ويثبتك على ذلك حتى تلقاه وهو راض عنك ،
وإن لم تكن كذلك ،
فلا زال في الأمر متسع لتستدرك نفسك ، وتنقذ جلدك ، ويلزمك أن لا تسو~ف التوبة ،
فإنك لا تدري متى توافيك ملائكة الموت ،
لترحل بك من هذا العالم الذي لا يساوي حبة قمح صغيرة ، إلى هناك ، وما أدراك ما هناك ...!!
ضع دائما نصب عينيك هذه الحقيقة ، ولا تغفل عنها ،
فإن القبر إما روضة من رياض الجنة ، وإما حفرة من حفر النار .. ولا ثالث بينهما ..
لا توجد منطقةٌ وسطى ** ما بين الجنةِ والنار ِ
إذ سيستقر الناس في النهاية في أحد هاتين المحطتين ،
فأنظر أين ترغب أن تكون ، ولكن تذكر أن مجرد الأماني ، رأس مال المفاليس !!
ابو عبد الرحمن