عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-11-21, 6:49 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي من حيث لا تحتسب ..!!
من حيث لا تحتسب ..!!
- - - - - - - - - - - -


قال الراوي :
كان لي صاحب أحبه كثيراً ، وطالما كنتُ أحاول نصحه ليستقيم ،
فتضجر يوماً من كثر نصحي له فقال :
اغسل يديك من إصلاحي ، لست أنا من تبحث عنه ، دعني وهواي ..!!

ودارت الأيام ، وتوالت الليالي ، وانشغلت عنه بأمور خاصة كثيرة ،
ولم أعد أراه إلا بين الفينة والفينة ، في لقاء عابر لا يستغرق سوى دقائق ،
ثم انتقل إلى السكن في منطقة أخرى بعيدة ، ونسيته وطرحت همه من رأسي تماماً ،

ومضت سنوات . وذات مساء وبعد أن فرغنا من صلاة العشاء ،
ما راعني إلا أن رأيت صاحبي بعينه ، قد انتصب أمام الناس ، يدعوهم للبقاء دقائق ،
لسماع كلمة طيبة ، تغذي إيمانهم في قلوبهم ، ثم جلس في مكانه ،

وقام شيخ مسن وتحدث حديثا شجياً ، هز به القلوب ، وحرك مدامع العيون ..
وكنت خلال كلام الشيخ ، مشغول القلب بخبر صاحبي وما آل إليه أمره ،
وكنت أردد النظر إلى حيث يجلس ، فأراه مشدود العين إلى فم الشيخ ،
كأنما هو ممغنط ، ولما فرغ الشيخ من كلمته ، وتفرق الناس ،

بادرت إلى صاحبي أعانقه وأضمه إلى صدري ،
كأني أم تلتقي وحيدها بعد انقطاع طويل !
وذكّرته بما كان يقول لي كلما نصحته ، فضحك وقال :

إن الله يحيي العظام وهي رميم .. وكل يوم هو في شأن ..!

فألححت عليه أن يخبرني بقصة هدايته ، فقال :
كل المسألة أنني تأرقت ليلة ولم يطاوعني النوم ، فبت أدير فكري في حياتي
وكيف أسير فيها ، وكيف أتقلب معها ، فوجدت أنني على شفا حفرة من النار ،
ويوشك أن أقع فيها .. ففزعت فزعاً ارتجفت له عظامي .. !!

فما إن ارتفع النداء لصلاة الفجر حتى هرولت إلى المسجد ، وكان فيه قوم معتكفون ،
فجلست معهم إلى الشروق وسمعت ما حرك كل خلية في كياني ..
فكانت بداية الرحلة الجديدة...!
ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟