آية .. و تفسير
قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم }
قال السعدي- رحمه الله - في تفسير هذه الآية
" ثم أمر بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما ، الواجب والمستحب واجتناب نهيهما . وأمر بطاعته أولي الأمر، وهم : الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين ، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم و الانقياد لهم طاعة لله ، ورغبة فيما عنده ، ولكن بشرط أن لا يأمروا بمعصية الله ، فإن أمروا بذلك ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
وقال الطبري - رحمه الله - :
{ و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول } يعني بذلك جل ثناؤه : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به و في ما نهاكم عنه و أطيعوا رسوله محمدًا فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة ، و ذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته .
{ و أولي الأمر منكم } هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان طاعة وللمسلمين مصلحة للحديث : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " على المرء المسلم الطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية فمن أمر بمعصية فلا طاعة " .
و قال ابن كثير - رحمه الله – : { و أطيعوا الله } أي اتبعوا كتابه . { و أطيعوا الرسول } أي خذوا بسنته . { و أولي الأمر منكم } من قال هم الأمراء ، و من قال هم العلماء ، و الظاهر و الله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء و العلماء ، و في الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " من أطاعني فقد أطاع الله ، و من عصاني فقد عصى الله ، و من أطاع أميري فقد أطاعني و من عصى أميري فقد عصاني " .