و قد أثبتت الدراسات أن المراهقة مرحلة نمو عادية و أن المراهق لا يتعرض لأزمة من أزمات النمو ما دام هذا النمو يسير في مجراه الطبيعي و هو مرحلة البحث عن الذات و تحقيق الذات إلا أن الكثير من الدراسات التي أجريت بينت أن ما يصادفه الفرد ( المراهق ) من اضطرابات و توترات و شدة إنما يرجع إلى عوامل الإحباط و الصراع المختلفة التي يتعرض لها المراهق في حياته الأسرية و في المدرسة و في المجتمع أي أن المراهقة إحدى الحلقات في دورة النمو النفسي تتأثر بالحلقات السابقة و تؤثر بدورها في الحلقات اللاحقة لها . و مما يساعد على الهدوء و الاستقرار في مرحلة المراهقة أن يكون للدين دوره و أثره الواضح و الإيجابي في حياة المراهق خاصة عندما تتغلغل العقيدة في النفس فإنها تدفعها إلى التزام السلوك السوي و تشعر الفرد بالأمان و الثقة و الوضوح مما يساعد الفرد على الاختيار السليم واتخاذ القرارات المناسبة و تحديد الاتجاه الصحيح و يقلل من مشاعر الندم و الإحساس بالذنب نتيجة لبعض التجاوزات مما يوفر على المراهق بعض المعاناة التي يعانيها من عدم التوافق و حالات الاضطراب التي يمر بها سواء أثناء فترة المراهقة أو بعد ذلك في مرحلة النضج و لهذا فإن مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة حرجة في حياة الفرد ،
و مما يظهر ذلك الأوضاع التي يمر بها المراهق مثل :- 1-
الصراعات النفسية التي تصيبه أثناء محاولته الاستقلال و تحمل المسؤولية و ترك حياة الاعتمادية و المساندة و الدعم من قبل الأسرة
2-الضغوط الاجتماعية (الخارجية) : التفكير المستقل ، اختيار المهنة ، اتخاذ القرارات ، تحقيق الذات مع مراعاة أن يكون ذلك ضمن دائرة المعايير الاجتماعية و الدينية .
3-الاختيارات و القرارات ، اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالتعليم و المهنة و الزواج .
-ظاهرة البطالة كما يسميها جيرسيلد و هي البطالة الاقتصادية بسبب الاعتماد على الآخرين و البطالة الجنسية
كونه مؤهل جنسياً إلا أنه ممنوع من ممارسة الجنس إلا في الحلال شرعاً و بعد أن يستطيع الباءة .
5-الخلط في أذهان الكبار (الوالدين و المربين ) فيما يتعلق بمفاهيم السلطة و الحرية و النظام و الطاعة و غيرها من
المفاهيم واختلاف وجهات النظر بينهم و بين المراهق بخصوصها .
وتأخذ المراهقة في المجتمعات المتمدنة أشكالاً مختلفة حسب الوسط الذي يعيشه المراهق كما يلي:
1-المراهقة السوية :
المتكيفة الخالية من المشكلات.
2-المراهقة الانسحابية :
حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة
ومن مجتمع الأقران ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه،
حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3-المراهقة العدوانية :
المتمردة حيث يتسم سلوك المراهق فيها
بالعدوان على نفسه وعلى أفراد الأسرة والمدرسة.
4-المراهقة المنحرفة :
حيث ينغمس المراهق في ألوان
من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقة والانحلال الخلقي.