السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه..
كان بالمدينة شاب, غض الإهاب, أرهفه الزهد, يلازم المسجد ليسمع
الحديث غضا طريا من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم,
أعجب به عمر رضي الله عنه.
وكان له أب شيخ كبير, فإذا صلى العشاء انصرف إليه, وكان طريقه
على باب امرأة, افتــتـن به, فمر بها ذات يوم, فما زالت تغويه حتى تبعها,
فلما همّ أن يدخل البيت خلفها, تذكر قول الله تعالى
" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ "-الأعراف-20-
فخر مغشيـا عليه, فحمـل إلى أبيـه.
ظل الشاب مغشيا عليه حتى ذهب ثلث الليل, ولما فاق سأله أبوه عما حدث فأخبره.
فقال له أبوه يا بـنـي وأي آيــة قـرأت؟
فقرأ الشاب الآية فخر مغشيـا عليه, وعندما اجتمع أهله وجيرانه يحركونه وجدوه ميـتا,
فغسلوه ودفنــوه لـيـلا.
وفي الصباح رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فجاء إلى أبيه فعـزاه
ثم أتى قبر الشـاب, وصاح قائـلا
يا فـلان " ولـمن خــاف مقـام ربــه جنـــتــان".
فأجابه صوت الفــتــى من القـبــر
يا عمــر قد أعطانيهمـا ربي في الـجـنــة مرتـيـن.
"المصدر/كتاب 100قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمحمد صديق المنشاوي"