عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-11-17, 7:24 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي إياك أن تُحرم الرضا
إياك أن تُحرم الرضا



سارة السويعد


كنت أتصفح يوماً أحد مواقع الشبكة العنكبوتية التي تُعنى بكتابة رسالة صغيرة في الواجهة الرئيسية .
استوقفتني تلك الرسالة مالم تستوقفني ملايين الرسائل السابقة في كل زيارة ،
استوقفتني فقرأت ما بها ، وشيء ما في داخلي ..

هيا فالتقرؤها معي (المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع ، ويستطيع أن يحتمل الحرمان …… هنا هنا وجِمَت بصمت ،وفكري يدور كالرحى ) المؤمن يستطيع أن يحتمل الحرمان ) ياه ما أقسى الكلمة أمنعتني عن إكمال القراءة للرسالة بل حتى عن التصفح كله .
ياه ما أقسى الحرمان ………وما أشد وطأته !!

تُمحى كل المغالطات إلا الحرمان يبقى كملك قد كرهه من حوله رغم سطوته …
ينسى الفرد كل ما يصيبه إلا الحرمان يعاوده ذكراه عند كل ابتسامه …
أينما اتجهت رأيت صور الحرمان …
يحرم الوالد ابنه – يحرم الفقير ماله – يحرم السيد سؤدده _ يحرم الصغير أمه – يحرم المبدع معينه – يحرم الحبيب حبيبه .
لكن حرماناً قاسياً أعني …
حرماناً مؤلمٌ أصور هنا … فأرجوكم أدكوا أحرفي فكروا بقلوبكم … أرجوكم أيها القراء ..
حين يكون الحرمان حرمان رضا المولى جل وعلا تكون المهلكة ولات حين مناص .

كل معاني الحرمان تتجسد في ساعة بلاءٍ لا يُرفع، ونداءٍ لا يُسمع
يارب لا تحرمنا رضاك ولا تمنعنا طاعتك ، فلا مأمن إذن من سخطك ، ولا مهرب من قيوميتك ..

أعلمتم الآن ما سر حزني من هذه الكلمة ( الحرمان ) لقد نكأت كل الجراح وأعادت سواد الصور .
والله لن نستطيع تحمُل الحرمان .. ولو تحملناه لشقينا وأشقينا .

* حين نـُحرم الرضا … يضيع كل شيء
تختنق البسمات ، تشتد البليّات ، وتعظُم المهلكات .
* حين نـُحرم الرضا نفقد الإحساس بكل شيء
تضيع النيات ، تتبعثر الأطروحات ، وتنهار السامقات .
* حين نـُحرم الرضا….ينتهي كل شيئ
تتمزق الأركان ، وتصفق الأيدي خسارة الدنيا .
* حين نُحرم الرضا .. فطريقنا مسدود …وسؤالنا مردود…. ونورنا محجوب…. وهمنا مغلوب …
* حين نـحرم الرضا … لن نـحصد سوى الحسرة .. وما أشقانا !!.

**** أيها الإنسان أناجي قلبك ..
فيا إنسان .. لا يُشقيك حرمان الرضا .
يا إنسان … كل جراح الحرمان تندمل إلا جُرح حرمان الرضا ..
يا إنسان …..مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها !!
وأشجانك تبعثها لمن ؟!!
كيف لا وقد حُرمت كل شيئ .. أوليس الرضا كُل شيئ
دموعك لمن … وشكواك إلى من ….:
كيف لا وقد حرمت العطا من المعطي
كيف لا وقد قُوبلت بالجفا من رب الأرض والسماء .
كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب … فواه لك !!!!

أعلمت الآن ما أقسى حرمان الرضا .!!!

مصائب وابتلاءات .. محن وفاجعات تعصف بكل فرد ؛ تقذف به هنا وهناك ، ولكن من سكن الرضا قلبه حوقلت أركانه وغشيته الرحمة ،
فظل رغم الأذى يكسوه الرضا … ويا روعة ذلك !!!
من منا لم يئن من المصيبة ، ويبكي الألم
من منا لم يمزقه حدث ، ويهزمه جرح
والله لا أحد … أجزم بها على اختلاف الالآم
هنا فقط يفيض نور الرضا يهِبُه الله لمن يحب ……… فما أروع الحب والرضا !!
فالرضا تمام المحبة ويعقبه الاقتراب فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى جل وعلا فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس الشقاء .

أغلب الأشياء في هذا العالم المظلم تُبعدنا عن الرضا تجعلُنا نستسيغ الحرمان ، ونحن بكل سذاجة نقبلها وبـحب أيضاً … ياه ما أشد سذاجتنا !!!!!

ولا نزال باعتبارنا لما نحن فيه متباينون ، لا نزال أسارى أوهام براقة ، ومتغيرات متعبة ، وواقع مؤسف .


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟