بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الشامسية ..جزاك الله خير وأسأل الله أن يتغمد والدك برحمته ويفسح له في قبره وأوصيك بالدعاء وبذل الصدقات له فإنه أكثر ما يرجوه والدك منك الآن .
الأخ قنوت والأخت منال جزاكم لله خير ..
استكمالاً لما بدأته :
قال ابن القيم رحمه الله : وشواهد هذه المسألة – يعني تلاقي أرواح الموتى وأرواح الأحياء في المنام – وأدلتها أكثر من أن يحصيها إلا الله ، والحس والواقع من أعدل الشهود بها فتلتقي أرواح الأحياء والأموات ، ما تتلاقى أرواح الأحياء .
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالى ( والتي لم تمت في منامها ) قال : يتوفاها في منامها فتلتقي روح الحي وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان ، فترجع روح الحي إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها ، وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس .
قال ابن القيم رحمه الله : ومن الدليل على تلاقي أرواحهم ، أن الحي يرى الميت في منامه ، فيخبره الميت بأمور غيب ، ثم توجد كما أخبر .
قال السيوطي معلقاً قلت : قال أبو محمد العكبري في فوائد وساق سنده إلى ابن سيرين رحمه الله قال : مـــا حدثك الميت بشيء في النوم فهو حق ، لأنه في دار الحق . ( شرح الصدور 264 )
بعض القواعد في مسألة رؤى الأموات :
من رأى ميتاً مريضاً فإنه مسؤول فيما بينه وبين الله خاصة .ومن رأى ميتاً يمزح فليست رؤيا في الغالب لأنه مشغول عن المزح . ومن رأى ميتاً وقال له أنه لم يمت فإنه قد مات شهيد . من رأى ميتاً أنه قد صار حياً فإنه يحيا له أمر وذكر .وما أخذ الميت من الحي من أموال وسيارة ونحوها فإنها عدم ذلك الشيء . وما أخذه الحي من الميت دل على الزيادة في ذلك الشيء .والله أعلم .
لطيفة :
قال ابن حزم رحمه الله : طال تعجبي في الموت ، وذلك أني صحبت أقواماً صحبة الروح للجسد من صدق المودة ، فلما ماتوا رأيت بعضهم في النوم ولم أر بعضهم . وقد كنت عاهدت بعضهم في الحياة على التزاور في المنام بعد الموت فلم أره بعد أن تقدمني إلى الدار الآخرة ، فلا أدري أنسي أم شغل غفلة النفس ونسيانها في دار الامتحان .. ( الأخلاق والسير 102 )