يجد الإنسان نفسه أغلب الأحيان في مواجهة مع ذاته , وقد ينجح أحيانا وقد يفشل غالبا , وفي نفس الوقت , لو سأله أحدهم عن حياته , لبدأ شرحا قد يبدأ وقد لا ينتهي عن قدرته في امتلاك زمام أمره , وكأنه يحاول إقناع نفسه بذلك قبل إقناع الآخرين .
ننظر إلى كثير من الصفات ومفردات السلوك عندنا , ونعتبر أنفسنا غير راضين عنها , ونحاول تغييرها أو التوقف عنها , ونقرر ذلك , لكن غالبا ما يجد الإنسان نفسه في نفس الدوامة.
كثيرون من يحاولون الإمتناع عن عادة يعتبرنها سيئة أو ضارة , كالتدخين مثلا , ويقررون ذلك مرات ومرات , وينتقمون من أنفسهم بتمزيق علب السجائر وقذفها للشارع , ثم يعودون بعد فترة لشراء علبة جديدة مع شعور بالذنب والعجز.
كثيرون من يحاولون تطوير نفسهم بتعلم جديد , بممارسة جديدة , كالكتابة وتعلم اللغة وقراءة الكتب وممارسة الرياضة … الخ , وهنا تكون معرفة الفائدة موجودة , والرغبة موجودة , لكن التنفيذ يتأجل دائما , والبداية قد لا تبدأ , أو تبدأ ثم تتعرقل مرات , وقد ترمى الأسباب مرارا وتكرارا على الظروف .ترى ما الذي يحتاجه الإنسان لترك ما يرى وجوب تركه , وفعل ما يجب عليه القيام به ؟
طبعا النصيحة المجانية التي ترد إلى الذهن مباشرة هي (الإرادة) , ونعطيها لمن يشعر بالعجز أصلا ونقول له : يجب أن تكون لديك إرادة , أما من أين يأتي بها , فلا أحد يستطيع الإجابة.
الكاتب/قيس