اسمحوا لي إخوتي أخواتي ..
أن أضيف على ما تفضلتم به بخصوص الآيتين الكريمتين :
1- " ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم " 151 الأنعام
2- " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خِطئاً كبيرًا" الإسراء 31
فبين الآيتين فنٌ من فنون البلاغة وهو " التغاير "
وهو أنواع .. وفي الآيتين تغاير المعنى لمغايرة اللفظ ..
ففي الأية الأولى المعنى غير المعنى عينه في الثانية ..
فيها - الآية الأولى - الخطاب للفقراء .. فاقتضت البلاغة تقديم وعد الآباء المملِقين بما يُغنيهم من الرزق
واقتضت البلاغة تكميل المعنى بعِدة الأبناء بعْد عِدة الآباء ؛ ليكمل سكون الأنفس.
وفي بني إسرائيل الخطاب للأغنياء بدليل قوله تعالى " خشية إملاق" فإنه لا يخشى الفقر إلا الغني
أما الفقير ففقره حاصل ..فاقتضت البلاغة تقديم وعد الأبناء بالرزق ؛ ليشير هذا التقديم إلى أنه سبحانه
وتعالى هو الذي يرزق الأبناء ليزول ما توهمه الأغنياء من الفقر حين ينفقون على أبنائهم
ثم كمّل هذا الطمأنينة بعِدَتِهم بالرزق بعد عِدة أبنائهم ..
فسبحان قائل هذا الكلام !!