اليوم, فلعلي أقف معكم على قصص لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع فتاة هي زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.كيف كان يعيش معها صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانت تعامله في بيته؟ وما هي المواقف التي وقعت بينه وبينها؟ ولعلي أجعل الموضوع أوسع من ذلك, بأن أتكلم أصلا عن التعامل الزوجين بناء على تعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته.
أيها الأخوة والأخوات
نعلم جميعا أن الزواج نعمة من نعم الله تعالى على عباده, بل هو سنة الله تعالى في خلقه.
كما قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ثم قال: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}.
إذن الأصل أن الله عز وجل خلق آدم, ثم أخرج من ضلع من أضلاعه فتاة ـ حواء ـ أمّنا, ثم بعد ذلك جعل الله تعالى منهما الذرية. رتب الله عز وجل الأجر العظيم على العناية بالزوجة والأولاد.
كما قال صلى الله عليه وسلم: (دينارٌ تنفقه على عيالك, ودينار تتصدق به على مسكين, ودينارتنفقه في سبيل الله, خيرها وأحبها إلى الله الدينار الذي تنفقه على عيالك).
بل قال عليه الصلاة والسلام: (اللقمة تضعها في فيّ امرأتك, لك صدقة). حتى اللقمة التي يضعها الرجل في فم امرأته يكتبها الله عز وجل عنده صدقة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما, أن يضيّع من يعول). أن يضيّع زوجته, أو أن يضيّع أولاده. ولابد للزوج والزوجة أن يحترما عقد الزوجية. الزواج أيها الأخوة بالنسبة للزوجة, ليس مثل الفستان الذي تلبسه؛ إن لم يعجبها نزعته. وكذلك الزوجة بالنسبة لك أنت, أيها الرجل, ليست مثل السيارة التي تشتريها فإذا لم تعجبك بعتها بخسارة ألف وخمس مئة أو ألفين!
لا, الزواج عقد شرعي محترم ينبغي عليك أنت أن تعظّمه, كما ينبغي على المرأة أن تعظّمه.
لذا قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع, وخير متاعها المرأة الصالحة).
وبالحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله), ثم قال: (وأنا خيركملأهلي).
ولا بد أيضا أن يتحمل المرء تبعات الزواج. يا إخواني ترى كل إنسان يبدأ في مرحلة جديدة في حياته يكون هناك تبعات. يعني مثلا إنسان اشترى سيارة, لا بد أن يكون هناك تبعات: أن يراقب الإطارات, أن يغيّر الزيت, أن يعبّئها بالوقود مثلا, أن يغسلها إلى آخره. تبعات لا بد