تدبر آخر آل عمران ( 1 )
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } آل عمران / 191
تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع
{ يَتَفَكَّرُونَ }
التي تدل على الاستمرار ،
فالتفكر ديدنهم ، وليس أمرا عارضا .
قال أبو الدرداء :
فكرة ساعة خير من قيام ليلة !
وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير ،
فكم هو نصيبنا منها ؟ .
**************
تدبر آخر آل عمران ( 2 )
والله لن تنور هذه القلوب إلا بالتفكر ،
عبادة الأنبياء والأولياء في كل زمن ،
يقول عامر بن عبد قيس :
سمعت غير واحد من الصحابة يقولون :
" إن نور الإيمان في التفكر "
ومع أنها وسيلتنا الأعظم لمعرفة الرب إلا أن إعراضنا عنها عجب ،
وهذا مصداق خبر الله حين خص فقال :
{ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } .
[ د . عصام العويد ]
***********
تدبر آخر آل عمران ( 3 )
قارن :
كيف ذم الله تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة
على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته :
{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } يوسف / 105
ومدح عباده المؤمنين :
{ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }
قائلين :
{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } .
[ ابن كثير ]
*******
تدبر آخر آل عمران ( 4 )
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }
" وإذا كان هذا في الذكر الذي هو مقصود في التعظيم ؛
فالفتوى جالسا أو مضجعا لحاجة الناس من باب أولى " .
[ د . عبدالكريم الخضير ]
************
استنبط بعضهم من قوله تعالى :
{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } آل عمران / 191
أدبا من آداب الدعاء فما هو ؟
تدبر آخر آل عمران ( 5 )
قوله تعالى :
{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
فيه تعليم العباد كيفية الدعاء وآدابه ,
وذلك أن من أراد الدعاء فليقدم الثناء ,
ثم يذكر بعده الدعاء ,
كهذه الآية .
[ ابن عادل الحنبلي ]
************
تدبر آخر آل عمران ( 6 )
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ }
ليس الخزي أن تدعو ،
وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك ،
أو ترد دعوتك ،
أو تهان أمام عشرة أو مائة ،
بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم ،
والعذاب الأليم ،
أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين .
***********
تدبر آخر آل عمران ( 7 )
{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ... }
فيها فوائد :
1/ الإيمان بالمرسل ، وبصدق الرسول .
2/ تزكية الرسل بأنهم بلغوا عن الله .
3/ ربوبية الله سبب عقلي موجب للإيمان به .
***********
تتمة فوائد قوله تعالى :
{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ... }
4/ التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ،
وأعظمها :
الإيمان به ، وذلك من أدب الدعاء .
5/ أن من أعظم ما يطلب : مغفرة الذنوب .
[ ينظر: حادي الأرواح لابن القيم ]
***********
تدبر آخر آل عمران ( 8 )
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ }
جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات ،
قال الحسن :
" ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم " .
فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء ،
والمتعجلون في رؤية ثمرته ؟ !
وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء ،
ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء ! .
[ ينظر : القرطبي ]
***********
تدبر آخر آل عمران ( 9 )
{ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ }
أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم ؛
لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جزيلا كثيرا .
[ ابن كثير ]
*********
تدبر آخر آل عمران ( 10 )
عن أبي الدرداء قال :
ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له ،
فمن لم يصدقني فإن الله يقول :
{ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ }
ويقول :
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } .
[ الدر المنثور ]
***********
تدبر آخر آل عمران ( 11 )
ذكر الله ضعف الكفار في الدنيا
{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ }
ومصيرهم في الآخرة :
{ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
ثم عقبه بقوله :
{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِِ }
لتختار أي الفريقين ! .
[ ابن كثير ]
*********
تدبر آخر آل عمران ( 12 )
ما أروع القرآن حين يكون مؤثرا في حياتنا كلها ،
ومفزعا لحل مشاكلنا !
شكى مسؤول للشيخ ابن باز - رحمه الله -
عقبات يجدها في عمله ،
فأخذ الشيخ بيده وعقد أصابعه واحدا واحدا
عند كل أمر من هذه الأوامر التي ختمت بها السورة :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .