الــــــــــــــــزواج
إخواني وأخواتي الشباب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
حديثي إليكم اليوم حديث خاص !
(الزواج) هو اقتران المحبين ، وتناغم العاشقين ، وامتزاج الروحين..
هو الجمال في أبدع صوره ، و الإحسان في أروع مشاهده ، و الحنان في أرق لمساته ،
و الوئام في أجلى تجلياته ، و الجسد في أمتع تقلباته !
قرأت عن الزواج قبل أن أتزوج مئات الصفحات ، و سمعت مئات القصص ،
و حدثتني النفس حديث الغرام بكل الطرق و الوسائل !
و مع ذلك تزوجت و أنا أزحف إلى الأربعين !
و كثيراً ما كانوا يسألونني : لماذا تأخرت في الزواج إلى هذا العمر ؟
و دائماً ما أقول لهم : (ما جاء نصيب) !!
منذ القدم و أنا أنظر إلى الزواج كما ينظر العقلاء أنه وئام فطري ، و أمر نفسي ،
و طلب شرعي ، و ليس دغدغة إمتاعية في الأول و الآخر !
و كنت مشغولاً طول تلك الفترة بهمومي العلمية و الدعوية ، و لم أكن أنتظر من يجبرني على
الموضوع ، إلى أن تبدأ النفس بمطلبها ، و البدن بحاجته ، و حينها ( إن لنفسك عليك حقاً ،
و لبدنك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حقٍ حقه) .
و عشت الزواج و أيامه الحلوة بهذا المفهوم ، فما طغى بفضل الله جانب على جانب ،
مع أن القصور قد يكون موجوداً لأننا بشر .
كل ما أود أن أقوله إخواني وأخواتي أن الزواج يجمل بانسجام الحياة الطيبة مع الشاب .
قد يتأخر الشاب و قد تتأخر الفتاة لأمور عدة ، و ظروف مختلفة ، لكنهم لطالما كانا منسجمين
مع واقع الحياة ، بعيدان عن مهاوي الردى ، مشغولان بما ينفعهما ، فإنها لن يخسرا ماضيهما
و لا مستقبلهما .
و والله لو اقترب دون هذه النظرة لما زاد جمالاً و لا تجديداً .
الزواج رزق مكتوب كما العمر مكتوب .
و المهم أن يهتم كل منا بنفسه ، و يرعى أيامه بحفظ جوارحه ، و الانشغال بما ينفعه ،
و ألا يخشى من موعد الزواج ، لأن الزواج قرب أو بعد في حس المتزن المنسجم في حياته ،
زيادة في الجمال ، و راحة في العلاقة ، و قوة في النشاط ، و استقرار و أمان .
و كل عام و الشباب و البنات في أمتع المنى ،
و عسى ألا ينسوني من كروت دعوة الفرح !
على العمري