الطريق
إخواني وأخواتي الشباب..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. وبعد:
خذ ورقة و قلماً و اكتب معي !
كم مضى من عمرك ؟
كم كان فيها من عمل لوجه الله، و ما كان منها لحظوظ النفس ؟
كم كان في هذا العمر من أعمال تفخر بها ، و أخرى تستحي من ذكرها ؟
كم منها ما يمكن أن ترفع صوتك بذكره يوم القيامة ،
و كم منها ما تتمنى أن تبلعك الأرض و لا يسمع عنه حرف ؟!
إننا في هذه الدنيا نمر في طريق طويل، و طويل جداً، و الشيء الوحيد للسائر
في طريق الدنيا الذي يمكن أن يعرف الإنسان به صحة سيره من عدمه هو (الخارطة الورقية) ،
أو (المعرفة الذهنية) المبنية على معرفة سابقة بالخارطة ،و لكن هذه الخارطة لا تفصَّل حجم
العقبات و الثغرات و الزوابع التي قد تمر في الطريق !
و في طريق الله هناك شيء وحيد يمكن من خلاله كشف الطريق و التحاكم إليه لمعرفة مدى
الوصل من عدمه، إنه القرآن الكريم.
و لكن عظمة القرآن تبلغ مداها في الوصف الدقيق لإشارات الطريق و أبعاده من كل اتجاه.
بل إنها تصف حال السائر في الطريق لتعينه على بلوغه!
يصف القرآن الكريم حال الضعف و النقص و الحرص و الشح و اليأس و الطغيان التي قد يجدها
الإنسان في مراحل الطريق ، و يصف الطريق الآمن المرسوم ، و لو كان طويلاً.
و يوم نرجع إلى استشارة القرآن في حركات حياتنا و ملابساتها ، و إلى رؤيته يعمل و يتحرك
في مشاعرنا و في حياتنا كما كان يعمل ويتحرك في حياة الجيل الأول، حينها سنفهم الطريق ،
و نحقق غاية مسيرنا فيه!
على العمري