العقـــوبـة
إخواني وأخواتي الشباب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
هذا الموضوع أحسب أنه من أدق المواضيع في حياتنا، إن لم يكن أدقها وأخطرها!
كيف لا يكون الأمر كذلك وسعادة الإنسان وشقاؤه مرتبطة به؟
قد تجد الإنسان منا فرحاً بدراسته وشكله ومنصبه وموقعه الاجتماعي،
ولكنه معذّب من الداخل!
قد تجد الإنسان مسافراً من مكان إلى مكان، ويشتري ما يريد، ويركب السيارة التي يريد،
ويسكن الفندق الذي يريد، وليس هناك أي عائق يمنعه من المتعة،
ولكنه مع ذلك ليس في كامل سروره!
قد تجد الإنسان ناجحاً في حياته، مرموقاً بين زملائه، محتفاً به من كل من
يحيط به، ومع ذلك يشعر بالوخز الداخلي!
فقد تجد الإنسان مشهوراً، ومعروفاً بين الأوساط العامة والخاصة، وله في صفحات
الإعلام رنين ومتابعة، ومع ذلك لم يجد ما يفرحه في نفسه!
كل ما أريد أن أقوله أن العقوبة من الله للعبد تتنوع وتتزخرف!
إي والله قد نجد إنساناً وفتاة طيبة فيعاقبهم الله بالتأخر عن الصلاة، أو صرفهم من قراءة
كتابه العظيم، أو حرمانهم من مجالسة الصالحين.
قد تجد أحدهم أو إحداهن على درجة من الطيبة، ولكن الله يعاقبهم بالخلوات السيئة،
والنظرات المريبة، والخيالات الفاتنة.
إن العقوبة من الله قد تكون أمراً يسيراً حقيراً، ولكنه يصعب على المرء الانفكاك منه،
وتجاوز مساوئه النفسية والبدنية والاجتماعية!
وقد تكون العقوبة من الله في نفس ما يحب الإنسان ، ويطمح أن يصل إليه،
فيكن الدواء داءً، والمتعة ويلاً!
ووالله لن يجد أحدنا طعم الحرية والراحة النفسية إلا إذا وهبه الله حبه،
وسر حبه كلمة واحدة ( إن الله يحب المتقين ) .
على العمري