الموضوع: رحلة النسيان
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-10-07, 4:18 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي رحلة النسيان
رحلة النسيان
زكريا النواري الفاخري


صاحَ الفؤادُ: [أيَا مَشاعرُ أَقْبِلِيْ بدأَ المَسيرُ لرحلةِ النِّسيانِ
هيَّا اركَبي بِقَواربي وتجهَّزي حانَ الوداعُ لِشاطئ الخُلاَّنِ]

جهَّزتُ كلَّ مَشَاعِري، ووَضَعتُها بحقائبٍ نُسجَتْ مِنَ الأكْفانِ
وسَحبتها خَلْفي أجرُّ خيُوطَها كَتِفُ الرَّحيلِ يَئِنُّ مِن أوزانِي
مُغرورقٌ بالدَّمعِ أَركبُ قاربي أَمشي على عَجَلٍ وَدُونَ تَوانِ

قطَّعتُ مِرْساةَ الأَنينِ مُردِّداً: [ما عُدتُ أَطمَعُ في وِصَالٍ ثانِ
قدْ كُنتُ أعشَقُها وأَحْلُمُ باللِّقَا وَبناءِ أُسْرَتِنا على القُرآنِ
لكِنَّهُ مَوتٌ أَتَى لأَمِيرَتي فَغَدا بها رُوْحَاً بِلا جُثمانِ]



· · ·

بَدأَ المَسيرُ.. بِلُجَّةٍ يعلُو بها رِيْحُ الجَوى وَمَرافئُ الحِرْمَانِ
مِجدافِيَ الجرحُ العميقُ بخافِقي وشِراعُ مَرْكَبِنَا مِنَ الأجفانِ!
حتى إذا جَنَّ الظَّلامُ بِرِحلَتي وازدادَتِ الأشواقُ في الغَلَيانِ
أَسْرَجتُ ليلَ مَواجِعي بِفَتِيلةٍ اَلنَّارُ فِيها مِن لظَى وِجْدَاني
وَنَظرتُ نَحْوَ حَقائبي.. وحَمَلتُها قبَّلتُها وحَضَنتُها بِحَنانِ
وَصَرختُ صرخةَ عاشقٍ، ورميْتُها ونَثرتُها لِلموجِ والحِيتانِ
فالحُوتُ يأكلُ مِن بقَايا حَقِيبتي والموجُ يُبعِدُني عن الأشجانِ..



· · ·

نادَيتُ في الأَمواجِ كُلَّ بِحارِها: [حتَّى مَتَى أَبقى على أَحْزاني؟!
أنا قَد مَلِلْتُ الآهَ تُحرِقُ مُهجَتي وتُذِيبُ مِن لُغَةِ السُّرورِ بَياني
أنا قد سَئِمتُ الجُرحَ يَسْلَخُ خاطِرِي مِن كُلِّ ألوانِ الأَسَى أَسْقَاني
ما عُدتُ احتَمِلُ اللَّيالِيَ ساهِراً قدْ مَلَّ مِصبَاحِي مِنَ النِّيرانِ]



· · ·

فارتدَّ مِن صَوتي صَدًى.. فكأنَّهُ ثَغرُ الحَبيبِ أَتَى لكَي يَنعاني:
[صَبراً حَبِيبَ القَلبِ.. لا دَمعاً أرى في مُقلتَيكَ، ولا أَسَى الفُقدانِ
هذا قَضَاءُ اللهِ جلَّ جلالُهُ سُبحانَ مَن يُفنِي وَلَيسَ بِفَانِ
إنْ كانَ فرَّقَنا قَضاءُ مَلِيكِنا فَلَسوفَ يَجْمَعُنا قضاءٌ ثانِ
في جَنَّةِ الفِردَوسِ لا حزنٌ، وَلا بُعْدٌ يفرِّقُنا ولَوْ لِثَوانِ].


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟