عاد الزوجبزوجته إلى المنزل .. أخذ بوعبدالله يكلم زوجته بلطف ويسألها "هل أنتي بخير؟".. نظرت إليه زوجته وعينيها يحيط بها السواد وكأن حمى أصابتها فأرقدتها.. أجابت أمعبدالله.. ليس بي شئ.. الله يشفيني أن شاء الله..مرض لا أعرف مصدره.. يزول بإذنالله.
غاب الزوج بضعة أسابيع في رحلة عمل الى أحد البلدان القريبة..وما أنعاد من السفر حتى سمع البكاء نفسه والصياح نفسه يهز منزله ويشعل نيران الخوف فيبيته! عادة الحالة المرضية نفسها على الزوجة وأخذت تبكي وتضحك كما كانت تفعل.. استمرت بها الحالة أيام وأيام ولم يملك الزوج سوى أن يدور بها من طبيب إلى آخر حتىأخيرا تم نقلها الى أحد الدول الأجنبية للعلاج..بعد أسابيع .. اتصل الزوج بأهلهليخبرهم بأن زوجته كانة تعاني من مرض في المخ وقد تمت معالجته بإجراء عملية ونزععرق من العروق في الدماغ. استبشر الأهل خيرا بما حدث وقالوا الحمد الله على شفاء أمعبدالله تلك السيدة المسلمة الخلوقة.
عاد بوعبدالله بزوجته من رحلة العلاجالتي استمرت قرابة الشهر.. وأخذها أول ما أخذها إلى بيت أهله ليطمئنوا عليها..دخلتالزوجة البيت تترقرق عينيها على ما فقدته من شعر رأسها الذي تم حلقه من أجل إجراءالعملية. تسابق الأهل إلى مواساتها وبحمد الله علا سلامتها.. مرة الأيام والزوجة لاتشكي من شئ إلى من ألم واحد.. أم في أذنها اليسرى.. ألم غريب.. يزداد هذا الألمكلما تحدث معها زوجها ..كلما جلس معها زوجها تبدأ تشكو له عن هذا الألم الذي أخذيزداد بمرور الأيام .. وما أن يبدأ الزوج بالحديث إلا وتخلد زوجته إلىالنوم!
استمرت أم عبدالله على هذه الحالة مع زوجها حتى اليوم المشؤوم.. اليوم الذي ظهرت فيه الحقيقة البشعة..جاءت أم عبدالله ذات يوم إلى بيت أهل زوجهالتناول العشاء.. حضرت النساء في ذلك اليوم واجتمع الأهل والأقارب..وبدأ الأطفالباللعب والضحك والصراخ ..وبينما الأهل في فرحة..إذا بصوت يصيح من بين النساء ..صراخهز أجواء المنزل وأخرس الأطفال وجمد الحضور من حركة.. ما أن سمع الزوج الجالسبالقرب هذا الصراخ حتى أسرع متجها الى مجلس النساء ليرى ما الذي يحدث..فإذا الأطفالتنظر وإذا النساء تخرج من المجلس مسرعة منهم من يهرول ومنهم من يصرخ..!! "ما الذييحدث؟" صرخ الزوج! لم يملك نفسه ففتح الباب على النساء ليرى بنفسه،فإذا بزوجتهتتوسط الجمع تصرخ بأعلى صوتها وتمزق ثيابها بأسنانها حتى كادت أسنانها تقتلع.. تخدشالأرض وكأنها حيوان يحفر الأرض..تحطمت أظافرها وبدأت الدماء تسيل من أصابعها.. منظربشع حمل الزوج على دفع من حوله من نساء ليحمل زوجته ويسترها عن أعينالناظرين..
اختفت أصوات الأطفال وغادر الجميع من المنزل.. ولكن صراخ تلكالمرأة لم يزل يعلوا في ذلك المنزل .. اجتمع الأهل حولها .. يال المسكينة! ما الذيأصابها..! جلس الجد ينظر من بعيد ..ثم اقترب فجلس يمسك برجليها التي أخذت تعلوا فيالسماء! ثم أمسك برأسها وأخذ ينظر في عينيها التي تدور .. ثم بدأ يقرأ القرءانالكريم .. بسم الله الرحمن، قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، ومن شر غاسق اذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد.. وأخذ يرددها.. هل هدأت؟ هلسكنت؟ بل بدأت تضحك!! كلما على صوت الجد بالقران على صوتها بالضحك! حتى قالت.. " أبعدوا عني هذا الشيخ العجوز". .وهى تضحك!
ما الذي حدث لأم عبدالله.. تضحكعلى سماع القرءان؟ وتقول لعمها " شيخ عجوز!!".. لقد جنت المرأة! وبينما هم على هذاالحال . . إذا بشيخ يطرق الباب. . " ليخرج النساء وليبق الزوج ومن معه من أهلها منالرجال" صاح الرجل في الجمع.. خرج النساء إلا القليل منهم وجاء الرجل ثم جلس وهوينظر لأم عبدالله ويقوم " قولي لا إلاه الا الله محمد رسول الله". فسكتت ولم تنطقبحرف.. وأخذت تنظر له وكأن أسد يكاد يفترسها! بدأ الشيخ يدعو الله بصوت عالى.. يدعودعاء لم أسمع أحدا يدعوا به من قبل.. ثم توكل على الله و بدأ يقرأ القران الكريم.. وبدأت أم عبدالله بالضحك.. كلما على صوته بالقران الكريم، على صوتها بالضحك.. وهكذاالحال حتى بدأ الشيخ يصرخ بآيات الله الكريمة في أذنها صرخات هزت قلوب من حولها.. فإذا بها تصمت.. ثم تعض على أسنانها وكأنها لا تريد أن تسمع.. ثم تتفل في وجهه .. ثم أخذت تهتز من رأسها إلى رجلها.. وأخذت ساقاها ورجلاها ترتفعان إلى! ثم بدأت تبكيبكاء ساخن.. بكاء حنون أبكت من حولها وأثارتهم شفقتهم.. ولكن الشيخ لم يتوقف عنالقراءة .. استمر بالقراءة حتى بدأت تمزق ثيابها .. ثم أخت تقتلع شعررأسها!!
ما الذي يحدث ! ماذا حدث لأم عبدالله ، أين أم عبدالله ؟ ومن هذاالمخلوق الجالس يضحك ويبكي أمام أعيننا؟
يتبع>>>