عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 2009-10-02, 7:29 AM
الخيالة700
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 80598
تاريخ التسجيل : 23 - 6 - 2009
عدد المشاركات : 3,701

غير متواجد
 
افتراضي
بقي أن نختم قولاً إيمانياًحول قول الله جل وعلا : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
المؤمنُ يكونُ قريباً من الله إذا أقبل إلى الله بقلبهِ ولن تُقبل إلى الله بقلبك حتى يتحقق فيك الثلاث الآيات الأُول من هذهِ السورة المُباركة لابُد أن يشعُر الإنسان أنهُ أصلاً لم يكُن شيئاً مذكورا ، أن هناك رب عظيم جليل قادر أوجدهُ من العدم وربّاه بالنعم وجعلهُ أهلاً لأن يُنعم عليهِ فما نحنُ إلا ربائب لنعم ربنا تبارك وتعالى نتقلبُ فيها ليل نهار وكوننا نعلم أننا للرب تبارك وتعالى هو الذي أنعم علينا يُجب علينا أن نُحبهُ وما عند الله جل وعلا لا يُنال بأعظم من شيء من أن تُحب الرب تبارك وتعالى لأن حُب الله يُوجب محبته والنبي صلى الله علية وسلم يقول " واللهِ ـ يحلف ـ لا يُلقي الله حبيبهُ في النار"فحصول المرء على أن يُحبهُ الله جلا وعلا هذا مطلب سامي جليل عظيم مقصد كريم وكون الإنسان أصلاً ينشغل ذاتياً ذهنياً حتى وهو مع الناس في أن ينشغل أنهُ يتمنى أن يحصُل على محبة الله هذا من أسباب نيلها لأن الله جل وعلا إذا علم من عبدٍه صدق النية في أنهُ يرغب يتمنى أن يُحبهُ الله اضطجع إلى فراشهِ إذا تخلى عن زُملائهِ إذا انفرد بنفسهِ إذا غدا للمسجد إذا خلا في مسجدهِ إذا تلبس بأي حال وشعر أنهُ في حاجة تامة لأن يُحبهُ الله وأظهر للهِ في قلبهِ أنهُ يُحب الرب تبارك وتعالى يُجلّهُ وأنهُ حتى ولو عصى الله أحياناً لا يعصيهِ فرحاً لا يعصيهِ افتخاراً إنما يعصيهِ لأن الشيطان غلبه والهوى تلبس بهِ و إلا هو يُبغضُ نفسهُ حال المعصية ويزدريها و إنما الأمر كُلهُ في أنهُ يُحبُ ربُهُ ويقول في نفسهِ:" اللهم إنني أُحبك وإن عصيتُك ، أُحبُك وإن لم أقدر على أن أقوم بواجبك حق قيام ، أُحبُك ولو كُنتُ أحياناً أنأى عن طاعتك ، أُحبُك ولو كُنتُ أحياناً أتلبسُ بمعصيتك "فإذا أظهر العبدُ ذالك لربهِ قلباً وظهر ذالك على جوارحهِ ينالُ محبة الله فإذا جمع مع ذالك خوفهُ من الله فرقهُ من الله تبارك وتعالى أدب الله نبيه{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }{قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }في نفس الوقت مع خوفهِ من الله يعلم أنهُ لا يُمكن لهُ أن ينبُت لهُ ريش أو أن يحصُل لهُ نعمة أو أن تُدفع عنهُ نقمة إلا بربهِ تبارك وتعالى فيرجوا الله تبارك وتعالى وهو مع رجائهِ يعلم أن هذا الرب الذي يرجوه رحيم لا تنفُذ خزائنهُ لا ينقضي شيءٌ مما عندهُ وأنه لا يتعاظم تبارك وتعالى شيئاً أعطاه قال الله على لسان سُليمان{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }قال العليُ الكبيرُ بعدها{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ }قال الله عن عيسى وقد أثنىعليهِ أعظم ثناء ثم لخّص ذالك كُلهُ في آيةٍ موجزة قال جل وعلا{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ }فلولا إنعامُ الله عليه لميكُن عيسى شيئاً مذكورا،عيسى تُعظمهُ النصارى اليهود يتوارون عن القول بقتلهِ والمسلمون يقولون عبدُ اللهورسوله وهذه مناقب ما صح منها وما بطُل لم تكُن لهُ لو لم يُنعم الله جل وعلا عليه{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ}.
وموسى من موسى ألقتهُ أُمهُ وهي أُمهُ خوفاً عليهِ في لُجج اليم لكن لما أراد اللهُ بهِ رحمة لما رحمهُ ربهُ أصبح هذا الذي تتقاذفهُ الأمواج أصبح عبدً صالحاً حتى وهو ميت في قبره يُصلي يقول علية الصلاةُ والسلام " مررتُ بهِ لليلة أُعرج بي عند الكثيب الأحمر قائماً يُصلي " وهذا كله من فضل الله جل وعلا عليهِ ولهذا قال الله لهُ{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى}وقال لهُ{أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }وقال الله مُمتناً على إبراهيم{إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً }البقرة124)
هذهِ كُلها عطايا يعرف منها المرء أن هُناك رباً عظيماً جليلاً قادرً على أن يرحمه وثق أيُها المُبارك أن الله إذا أراد أن يرحمك لن يستطيع أحدٌ أن يٌمسك رحمة الله جل وعلا عنك أبدا فعلّق قلبك بالله واقرأ هذهِ السورة المُباركة مراراً وتكراراً في صلاتك وفي غير صلاتك وأنت تستحضر معانيها العظام وأنها تُقربُك من الرب جل وعلا وأنها تبني لك الأُسُس التي تصلُ بها إلى ما عند الله وإلى مطالبك الدنيوية المُباحة كُلها تتحقق بـ{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.
لا ينبغي لعاقلٍ يعرف عظمة الله وجلالهُ وسُلطانه وسعة رحمتهِ أن يُعلّق قلبهُ مثقال ذرة بأحدٍ غير الله إنهم لم ينفعوك ولن يضروك إلا بشيءٍ قد كتبهُ الله جل وعلا لك أو كتبهُ الله جل وعلا عليك ثُم وأنت في طريقك إلى الله أظهر لله عجزكوضعفك وأنهُ لولا لُطف الله بك وأنهُ هو الذي أوقفك بين يديه قال الله عن عباده الصالحين{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْهَدَانَا اللّهُ الله}الأعراف43) فالله جل وعلا هو الذي أكرمنا وأعطانا ونحنُ مثلاً في حلقة علم حلقة قرآن سواءً نحنُ الذي نتحدث أو أنتم الذين تستمعون أو غيركُم ممن يُشاهد هذهِ رحمة من الله جل وعلا .
الله جل وعلا أكرمنا بأن نُفسر كتابهِ أو أن نسمع تفسير كلامهِ أو أن نُشاهد تفسير قرآنهِ كما أضل غيرنا بأنهم سلكوا مسالك أُخرى.

قد كُنتُ أعذرُ في السفاهة أهلها ** فأعجب لما تأتي بهِ الأيامُ


فاليوم أعذُرهم وأعلم أنما ** سُبُل الضلالة والهُدى أقسامُ



توقيع الخيالة700



[/URL]