عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2009-10-02, 7:22 AM
الخيالة700
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 80598
تاريخ التسجيل : 23 - 6 - 2009
عدد المشاركات : 3,701

غير متواجد
 
افتراضي
{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(5)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(6)}
والآيةُ من حيث الإجمال:تُبين أن هؤلاء العباد المُتقين استعطفوا ربهم أثنوا عليه بالغوا في تمجيدهِ وذكروا عبادتهم لهُ وضعفهم وعجزهم واستعانتهم بهِ ثُمّ طلبوه أن يهدهم بلطفهِ وإرشادهم إلى ما ينفعهم وأعظم المطالب الهداية ولها أنواع حرّرها العُلماء لكننا من الصعب أن نُفصل هُنا لماذا ! لأن التفصيل هنا يُخرجنا عن المقصود الأسمى من الآية والدُعاء بالكُليات والنظر إلى الشموليات من أعظم ما كان النبي صلى الله علية وسلم مُتلبسً بهِ{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَاحَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }وإنما التفصيل في الأحكام .
أما في نوعية الإعانة في تحقيق المطلوب أو دفع المرهوب الأفضل أن يكون الأمرُ أمرً عاماً لأننا نعجز عن حصر الجُزئيات بعضهُم يقول هداية إلهام ، هداية كذا ، هداية كذا هذا حسن لكن الأفضل أن نقتصر على تعبير القرآن{اهدِنَاالصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}فكل خيرٍ أعطاهُ الله لأهل من أنعم عليهم ،هذا فيه دلالة كذالك على أن الإنسان مطلوبٌ منه أن يتأسى بالصالحين لأن أنعمت جاء في صيغة الماضي فيدخُل فيها الأنبياء والرُسل في المقام الأول والأنبياء والرُسل كانوا قبلنا وما ذكر الله نعمهُ على بعض خلقهِ إلا لنتأسى بهم ونعلم أن الذي أعطاهم قادرٌ على أن يُعطينا،وما ذكر اللهانتقامهُ من بعض خلقهِ إلا لأن نحذر أن نصنع صنيعهم حتى نعلم أن الذي انتقم منهم قادرٌ على أن ينتقم منّا هذا الأصل في فهم الدين .
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}وجاءت السُنة أن تُقال آمين بعدها خاصةً في الصلاة وآمين اسم فعل بمعنى استجب ، تقبل ، حقق ، كُلها تدور في فلك واحد،وقولُ آمين بعد قراءة الإمام للفاتحة مما تضافر النقلُ عليه وهو من أعظم شعارات أهل الإسلام على وجه الحقيقة ومعناها قُلنا استجب ، والعربُ تنقلُ عن مجنون ليلى أنه قال :

فيا ربِ لا تسلبني حُبها أبدا ** ويرحم الله عبدً قال آمينـــا

قال بعضهم :

آمـين آميـن لا أرضى بواحدةٍ ** حتى أُبلغها ألفينِ آمينـــا

الذي يعنينا من هذا أن ذكر آمين جاءت فيهِ آثارٌ صحاح تتضافر على أن قولها سُنة بعد قراءة الإمام .
هذا يُعرّجنا على مسألةٍ فقهية وهي قراءةُ سورة الفاتحة أثناء الصلاة والعُلماء في هذا رحمة الله تعالى عليهم اختلفوا اختلافاً كثيراً:
فمنهم من اتفقوا على أنه يقرأها الإنسان إذا كان مُنفرداً أو كان إماماً لكنهم اختلفوا في إذا كان الإنسان مأموماً هل الذي كان فيهِ النزاع فذهب بعضهُم إلى أنهُ لا يقرأ وحُجتهم أن قراءة الإمام قراءةٌ لمأمومةِ وهذا القول يُنسبُ إلى أبي حنيفة رحمه الله تعالى أولُ المذاهب الإسلامية ظهورا .
وبعضهم قال إنها تُقرأ للمأموم والإمام سواءً بسواء سواءً كانت الصلاةُ سريةً أو جهرية وأنها لا تسقُط بحال وحُجتهم" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "
وذهب مالكٌ رحمه الله أنها تُقرأ في الصلاة السرية في الركعتين الأُخريين من الصلاة الجهرية أما إذا قرأ الإمام في الصلاة الجهرية الأولين كالعشاء والفجر والمغرب فإن المأموم لا يقرأُها وأختار هذا القولُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ الله .
وكان الشيخ بن باز رحمه الله يرى أنها تُقرأ على الدوام سواءً في السرية أو في الجهرية سواءً كان المرءُ إماماً وهذا لا خلاف فيهِ أو كان مأموماً وهو الذي تنازع الناسُ فيهِ هذا الذي يُمكن عرضهُ في المسألة والقولُ بقراءتها يُخرجُ المرء من كُل نزاع وتعبُد الله جل وعلا بها كما قدمنا في الأول عبادهُ وأن يقرؤها يدلُ على عظيم شأنها وعلّو منزلتها وهذا قد تحرر من نصوصٍ صريحة موضحة لهذهِ السورة العظيمة التي افتتح الله جل وعلا بها عبادهُ .


توقيع الخيالة700



[/URL]