عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2009-10-02, 7:21 AM
الخيالة700
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 80598
تاريخ التسجيل : 23 - 6 - 2009
عدد المشاركات : 3,701

غير متواجد
 
افتراضي
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(4)}مضى القولُ فيها وقد نقل ابنُ القيم رحمهُ الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ الله أنهُقال :{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تطرُد الرياء،{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }تطرُد الكبرياء.
الإنسان خُلق لعبادة اللهِ فمتى انصرف إلى عبادةٍ غيرهِ يا بُني فلم يعرف ما الغاية من خلقهِ ، ومتى ظنّ أنهُ سيعبُد الله بغيرِ حولٍ من الله فلم يعرف كُنه نفسهِ أصلاً فإذا علم أنهُ لا سبيل إلى الوصولِ إلى غير اللهِ ولا إلى الله إلا باللهِ فقد علم المعنى الحقيقي لـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }فالمرءُ أياً كان ضعيفٌ كُل الضعف عاجزٌ كُل العجز وهذا من المعاني السامية لقولهِ"لا حـــول ولا قــوة إلا بالله ".
فالمؤمن الحق من خلع جميع المعبودات غير الله واستعان بالرب تبارك وتعالى على عبادتهِ.
وقد قال العُلماء لماذا قدّم الله العبادة على الاستعانة مع أن العقل يقول إن الإنسان يستعينُ ثُمّ يعبُد ؟
والصوابُ أن الله قدّم العبادة على الاستعانة لأن الاستعانة بالله نوعٌ من العبادة فقدّم جل وعلا الأعمّ على الأخص فلا تعارُض في التقديم هنا{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.
بعد أن بين الله جل وعلا أن هؤلاء المُتقين مجّدُوا ربهُم وأثنوا عليهِ بما هو أهلهُ وعرفوا الطرائق المُثلى لاستدرار نعمتهِ ودفع نقمتهِ واستعانوا بهِ ووحّدوه وحققوا المطلوب هنا طلبوا الهداية{اهدِنَا} ماالهداية؟
الهداية في كلمتين طلبُ الدلالة بتلطُف أو الدلالة بتلطُف هي الهداية هي ماذا ؟ هي الهداية .فمن دلّك على شيءً بتلطُف فقد هداك أما من دلّك على شيءً بغير تلطُف فهذا لم يهدك هذا أمرك هذا ماذا ؟ هذا أمرك .سجّان يقول لسجينهِ اذهب من هُنا هذا دلّهُ على الطريق ،لكنّهُ لم يدلهُ بتلطُف فلا يُسمى هذا هداية لكّن الله جل وعلا هدانا بتلطُف أن بعث لنا الرُسل وأنزل علينا الكُتب وبيّن لنا معالم السُبُل وحذّرنا من طرائق الضلالة فسُمي هذا كُلهُ هداية.
{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(5)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}
التعريف للصراط هنا ورد بطريقتين نحويتين :
التعريف بأل والتعريف بالإضافة .
{اهدِنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(5)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} من الذين أنعم الله عليهم ؟
ذكرهُم الله في النساء{فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }إذاً هذهِ الآية دلالة على صدق خلافةِ من؟ أبي بكر دلالة على صدق خلافة أبي بكر.الآن الأُمة مُجمعة على أن أبا بكر صديق وأن الذي سمّاهُ الصديق النبي صلى الله علية وسلم ـ واضح ـومُجمعه بنصّ القرآن على أن الصديقية مرتبةٌ بعد النبوة وأنها مُجمعه على أن أعظم ماسألهُ العبادُ ربهم هو صراط الذين أنعم الله عليهم ، والذين أنعم الله عليهم قال الله عنهم{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ}والنبوة انقطعت بموت مُحمد صلى الله علية وسلم ووفاتهِ فلما توفي علية الصلاةُ والسلام لم يبقى لنا في النبوة شيء لأنهُ خاتمُ الأنبياء فجبراً بهداية القرآن ننتقلُ إلى الصديقيّة وبدلالة السُنة والقرآن إشارة{وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}لكنها غير صريحة في أبي بكر لكن تسمية الصديق صريحة بدلالة القرآن أن الصديق هو الصديق الأول تسمية النبي صلى الله علية وسلم له فتنصرف الصديقية لهُ دون غيرهِ وإن كانت موجودة في غيرة لكنها تنصرفُ إليهِ في أول الأمر لأنهُ مُعين فكانت خلافةُ أبي بكر مما تُرشدُ إليهِ هذهِ الآية . والمعنى بالقلب يعني من اتبع خلافة أبي بكر وأقرّ بولايتهِ فقد هُدي إلى الصراط المُستقيم لأن الله لمّا عرّف الصراط المُستقيم قال{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}أي طريق الذين أنعمت عليهم ـ واضح ـوالصديقُ بُويع لهُ في سقيفةً بني ساعده و بنو ساعده رهطٌ من الأنصار والسقيفة موضعُها اليوم في الشمال الغربي وإلى الغربِ أقرب من مسجد رسول الله صلى الله علية وسلم لمن زار منكم المدينة هي الآن مجموعةُ نخل ما بين مكتبة الملك عبد العزيز وبين البناية التي تُعرف بوقف الملك عبد الله لوالديهِ بينهما إلى جهة الغرب هذهِ مكان محجوز فيهِ نخل الآن زرع يُسمى قديماً سقيفةً بني ساعده هذهِ السقيفة شهدت أول بيعةً شرعيةً في الإسلام بعد نبيها صلى الله علية وسلم فتوارُث البيعة سُنةٌ شرعيةٌ دأب عليها المُهاجرون والأنصار من قبل رضوان الله تعالى عليهم .
نعود للآية{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(5)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(6)}.
{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}ـ افهمها عموماً ـ الكُفرُ فرقتان :
إما فرق غلب عليها الاستهانة بالدين ونبذهُ عن عمد .
وإما فرق غلب عليها الهوى والجهل والضلالة وعدمُ الإصغاء لتعاليم الله .
فلا يُمكنُ أن يخرُج فرقةٌ من فرق الكُفر قديماً أو حديثاً عن هذين الطريقين إما رجُل مُعرض مُستهين يُبدل من عندهِ عمداً وإما شخصٌ ضال يركبُ هواه ولا يلتفتُ جهلاً لما يُقال له وأخصُ تلك الفرق الأولى اليهود وأخصُ ما في اليهود يجتمعُ في اليهود الغضب والضلالة غضبُ الله عليهم وضلالتهُ ويجتمعُ في النصارى غضبُ الله عليهم وضلالتهم لكن الغضب في اليهود أخص والضلالةُ في النصارى أخص وكلاهما على باطل لكن الله أراد هُنا ليس اليهود ولا النصارى تحديداً أو حصرا وإنما قصد أن يُبين لنا فرق الكُفر أن أصلها ينقسمُ إلى قسمين ثُم بين لنا في نواحيٍ عدة في آياتٍ عدة أن أعظم من غضب عليهم اليهود وأعظم من ضلوا النصارى{وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} ـ واضح ـ
النصارى بإصرارها على أن عيسى ابنُ الله واليهود بقتلهُم الأنبياء{فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}يفعلون ذالك عمداًجهاراً هذان جنسا فرق الكُفر،فغير المغضوب عليهم ولا الضالين يحميك حماية تامة عن أي فرقةٍ من فرق الكُفر لأنهاتنحصرُ في هاتين الفرقتين .


توقيع الخيالة700



[/URL]