الإحسـان: خلق غريب في أرض الإسلام*
خلق الإحسان قد ضاع تقريبا بين المسلمين، أصبح غريبا في أرض الاسلام، نادرا ما تجد مسلما ينفذه ويلتزم به، وأصبح الملتزمون بهذا الخلق قلة وأغلبهم مع الأسف ليسوا من المتدينين، خلق أجاده الغرب ونجح فيه، وقد فشلنا نحن..
انه خلق الاحسان.
ان الاحسان بكل بساطة هو الاتقان ،انه من صميم أخلاق الاسلام.. اتقان الأعمال، اتقان المعاملة، اتقان الكلام، كل هذا من أخلاق الاسلام.
كلنا نعلم الحديث يقول النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : - (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1880
خلاصة الدرجة: حسن
وفى حديث اخر يقول النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء . فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة . وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح . وليحد أحدكم شفرته . فليرح ذبيحته ) .
الراوي: شداد بن أوس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1955
خلاصة الدرجة: صحيحما الذي أتى بهذا المثال ونحن نتكلم عن الاحسان..؟ حينما أذبح فرخة، حينما اذبح عجلا، حتى في هذا أكون محسنا.!!
فليكن شعارنا عليك أن تحسن في كل شيء في حياتك وليكن شعارك:" واحسن كما أحسن اليك
ومن نماذج الاحسان: الاحسان في العبادة
فالصلاة مثلا عبادة، ولكن أن تحسن الصلاة، هذا هو الخلق: أن تؤدي الصلاة كأفضل ما يكون
فحينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الاحسان، قال:" أن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك" رواه البخاري هل تستطيع فعل ذلك وأنت تصلي؟ تستشعر أن الله يراك؟ فكيف تكون هذه الصلاة؟ ستحسنها أكيد.
وهناك احسان فى المعاملات و الاحسان في مهنتك
وهذا النموذج مطلوب خاصة هذه الأيام.. نتمنى أن نجد منتجا مكتوبا عليه:" صناعة محلية، قد أنتج بإحسان"!.. اذا منتوج مضمون.
ان الاحسان في مهنتك اليوم واجب على كل انسان.. فاذا أردت أن تتقدم بلادك وتنهض وترتقي.. فعليك بالاحسان.
إن اخلاقنا وطباعنا اصبحت بعيدة كل البعد عن الاسلام، وأول هذه الأخلاق هو الاحسان..
وتذكروا.. حينما أسلم رجل أجنبي، ثم خالط المسلمين فقال كلمته المشهورة" الحمد لله أني اسلمت قبل ان أرى المسلمين". بالله عليك.. ألم تؤلمك هذه المقولة؟ فهيا جدد العهد واجعل عزمك أكيدا على الاحسان.
لقد أصبحت الآن منبرا متحركا يمشي أمام الناس.. فاياك أن تفضح الاسلام
والمسلمين بسوء الأخلاق، فأنت الآن اصبحت مرآة للاسلام.. فتخلق بخلق الاحسان... فاذا فعلت ذلك فسيرتفع شأن الاسلام والمسلمين.
*من كتاب الأخلاق للأستاذ عمرو خالد