[ مسألة : متي يكون تعبير الرؤيا بقاعدة الضد ]
وهذا النوع من التأويل، من الوجوه المعتبرة عند المعبرين، ولا ضابط له يصلح للاعتماد عليه في كل المرائي، بل مرده إلى اجتهاد المعبر، وقوة فراسته، وسعة اطلاعه،
وتوفيق الله له أولا.
ذكر الآلوسي :أن التعبير بالضدية من الوجوه الخفية التي لا يطلع عليها إلا الأفراد من أئمة التعبير.
وفي نظري أن عبارة الرؤيا بقاعدة الضديه ، تكون من جهات :
1 ـ الإستدلال بالقرآن ، وهذه هي القاعده الأم في عبارة الرؤيا عامة وهي النظر من جهة دلالة القرآن وماورد فيه من ضدية للرموز مثلاً :
الخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى : {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا }
الضحك يعبر بالبكاء لقوله تعالى : {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثير ا}
وكذلك بدلالة من جهة السنة .
2 ـ إذا كانت الرؤيا فيها دلالة مخالفة لواقع الرائي المسلم ،و خصوصاً أهل الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشه : (مه يا عائشة! إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير )
فالقاعدة الهامة أن أهل الإيمان والصلاح غالب رؤاهم تعبر على الخير .
3 ـ إذا الزمتَ بعكس رمز من رموز الرؤيا ، ليوافق الرموز الأخرى ، لأن الرؤيا رمزوها تفسر بعضها بعضاً ، وهذا إذا كان التعبير منطقياً ومناسباً من جميع الوجوه ، لاعن طريق التخرص .
وكتبه / أبو مصعب العتيبي