6- الأخوة في الله:
وهي رابطة نفسية، تورث الشعورَ العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام مع كل من تربطك بهم أواصرُ العقيدة الإسلامية، وركائزُ الإيمان والتقوى، فهذا الشعور الإخوي الصادق يولِّد في نفس المسلم أصدقَ العواطفِ النبيلة في اتخاذ مواقفَ إيجابيةٍ من التعاون والإيثار، والرحمة والعفو عند المقدرة، واتخاذ مواقف سلبية من الابتعاد عن كل ما يضرُّ بالناس في أنفسهم وأموالهم، وأعراضهم والمساس بكرامتهم.
7- طول الأمل يقسِّي القلبَ وينسي الآخرة:
وهو مِفتاح كل شر؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل))، وكان عبدالله بن عمر يقول: "إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخُذ من صحَّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"؛ رواه البخاري، وهو أصل في قصر الأمل في الدنيا.
فإن المؤمن لا ينبغي له أن يتَّخذ الدنيا وطنًا ومسكنًا يطمئن إليها؛ فإنها دار ممر، والآخرة هي دار المقر.
قال العلماء: معنى هذا الحديث: لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطنًا، ولا تحدِّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تعلَّق فيها إلا كما يتعلق الغريبُ الذي في غير وطنه، ويريد الذهاب إلى وطنه.
8- الرفقة والأصدقاء:
لا بد للإنسان من رفقة وأصدقاء، فإن وُفِّق لمصادقة الأخيار، وإلا ابتُلي بمصادقة الأشرار، فعليك يا أخي المسلم بمصادقة الأخيار "المطيعين لله"، وزيارتهم وملازمتهم، والاستفادة منهم وإفادتهم، وابتعد عن الأشرار "العصاة لله"، ويكفي الإنسان أنه معتبر بقرينِهِ، وسوف يكون على دين خليله، فلينظر من يخالل، فكما يقلِّد الإنسانُ مَن حوله في أزيائهم، كذلك يقلدهم في أعمالهم، ويتخلَّق بأخلاقهم، قال حكيم: نبئني عمن تصاحب، أنبئك من أنت.
9- الرياء:
وهو إظهار العبادة للناس، بقصْد رؤيتها، والثناء على فاعلها، وهو الشرك الأصغر، وهو من أكبر الكبائر، وهو محبطٌ للعمل، مبطِلٌ للأجر، وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخوفُ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر))، فسئل عنه، فقال: ((الرياء))؛ رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، وهو يفيد شفقةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمَّتِه، ونُصحه لهم من الرياء المحبط للعمل، فيجب على المسلم إخلاصُ أعماله وأقواله، وعبادته ومعاملاته كلها لله - تعالى - لتكون مقبولة، ومثابًا عليها.
10- الغيبة:
وهي ذِكرُك أخاك بما يكره في غيبته، وقد نهى الله عنها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وشبَّهها بأكل اللحم من الأخ الميت؛ قال - تعالى -: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
أي: فكما تكرهون أكْلَ لحم الأخ المسلم الميت طبعًا، فاكرهوا أكْلَ لحم الحي بالغيبة شرعًا؛ فإن إثمه أعظمُ، وعقوبته أشد، وهي من كبائر الذنوب، وتحبط الأعمال.