رمضان أقبل بالهدى
نادر سعد العمري
رَمَضَانُ أَقْبَلَ بِالْهُدَى يُضْفِي السَّنَاءَ لِنَسْعَدَا
وَنَعِيشَ تَحْتَ ظِلاَلِهِ فِي خَيْرِ ثَوْبٍ يُرْتَدَى
ثَوْبِ التُّقَى فَنَسِيجُهُ فِي الدَّهْرِ لَنْ يَتَبَدَّدَا
مَا خَابَ مَنْ وَارَى بِهِ عَمَلاً، وَبِالْحَقِّ اقْتَدَى
يَجْنِي الثَّوَابَ وَسَعْيُهُ الْمَشْكُورُ لَمْ يَذْهَبْ سُدَى
• • •
رَمَضَانُ فَضْلٌ وَاسِعٌ يَهْدِي الشَّرِيدَ الأَبْعَدَا
فِي ظُلْمَةِ الْأَسْحَارِ كَمْ مُسْتَغْفِرٍ يَرْجُو الْجَدَا[1]
كَمْ عَابِدٍ يَمْحُو الذُّنُو بَ بِدَمْعِهِ مُتَهَجِّدَا
يَتْلُو الْكِتَابَ فَيَرْتَوِي مِنْ فَيْضِهِ رِيَّ الصَّدَى[2]
يَسْمُو مَعَ الْآيَاتِ فِي الْ آفَاقِ يَسْتَمِعُ النِّدَ[3]
وَيَهِيمُ فِي الْمَلَكُوتِ يَسْ مُو صَاعِدًا مُسْتَرْشِدَا
هَجَرَ الْمَنَامَ وَهَلْ لِمَنْ عَرَفَ الْهُدَى أَنْ يَرْقُدَا؟!
• • •
رَمَضَانُ أَقْبَلَ زَائِرًا وَهِلاَلُ بَهْجَتِهِ بَدَا
يَدْعُو التَّقِيَّ لِصَوْمِهِ حَتَّى يَفُوزَ وَيَسْعَدَا
فَجَزَاءُ مَنْ صَامَ احْتِسَا بًا أَنْ يَمُوتَ مُوَحِّدَا
وَالصَّوْمُ مَدْرَسَةٌ لِكُلْ لِ فَضِيلَةٍ طُولَ الْمَدَى
هُوَ رَوْضَةٌ لِلسَّائِرِي نَ إِلَى الْإِلَهِ وَمُنْتَدَى
وَالصَّوْمُ طِبٌّ شَامِلٌ يَشْفِي وَيَطْرُدُ كُلَّ دَا[4]
هُوَ وَاحَةٌ لِلْجُودِ لِلْ خَيْرَاتِ كَانَ الْمَعْهَدَا
يَشْفِي الصُّدُورَ فَمَا يَكُو نُ لِصَائِمٍ أَنْ يَحْقِدَا
طُوبَى لِمَنْ أَسْرَى إِلَى الرْ رَحْمَنِ لَمْ يَنْزِعْ يَدَا
لِيَكُونَ مِنْ عُتَقَائِهِ الْ أَبْرَارِ مِنْ قَبْلِ الرَّدَى
وبالله التوفيق
ــــــــــــــــــــــــــ
[1]الجدا: العطاء من الله تعالى.
[2]الصدى: العطش.
[3]النِّدا: أي (النداء) بالقصر؛ للضرورة الشعرية.
[4]دا: أي (داء) بالقصر؛ للضرورة الشعرية.