بين عالمين
كنت أرى طفلة رائعة الجمال تقف على شاطئ البحر ونسائم الهواء تداعب خطوط شعرها الأسود فتاة صفيره لم تبلغ العاشرة من عمرها تنظر إلى البحر وكان بينهما حوار طويل وهادئ لم تبعد عينيها عنة وكأنة ينظر إليها وحدها ويجعلها في عالم أخر بعيد عن صرخات الأطفال فاقتربت منها أحببت أن اكلمها أن اعلم ما بداخلها فهدوئها وصمتها أشعلا رغبة بان اعلم ما يدور في ذهنها فوضعت يدي على كتفها ولكنها لم تلتفت لي ولم تشعر بان شخصا بجانبها وكأنها في عالم مغلق لا تسمح بأحد أن يدخله ولكني حدثتها وقلت لها : هل تحبين البحر ؟
ولكن جوابها كان محيرا فقالت: لا أحبة ولا أكرة أيضا.
فقلت لها: إذا لماذا تنظرين إلية هكذا ولا تلعبين مع بقية الأطفال.
فأجابتني بجواب صاعق أيقظ في مشهدا كنت أجهلة أو لم أفكر فيه ولكن من يعلمني إياه فتاة لم تتجاوز العاشرة من عمرها فقالت لي : أنا انظر إلى البحر لان أمامي عالم وخلفي عالم أخر وأنا ألان أقف بين عالمين عالم أمامي أجهلة ولا اعلم ما بداخلة ترين هدوئه أحيانا وترين امواجة أحيانا أخرى فكيف عما يدور بداخلة أما خلفي فهناك عالم لم اعلمه بعد لكن الحياة ستعلمني إياة ولكني أفكر في هذين العالمين فأنا ألان لا انظر خلفي لأنني سأعود إلية ولكني انظر أمامي لأتخيل ما يحدث فيه
وهكذا تركتني وأنا أفكر في هذه الكلمات أقف بين عالمين هذه نعمة لم أفكر فيها لأتدبر خلقة فسبحان الخالق العظيم.