عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-08-11, 10:24 PM
حفيدة صلاح الدين
اشتراك ذهبي
رقم العضوية : 82899
تاريخ التسجيل : 22 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 2,186

غير متواجد
 
افتراضي
* متى تلقي عصا الترحال؟

سألقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفر من العمل حتى يأتي اليقين فالحساب عسير.. كيف يراد لي أن أتقاعد وأرتاح والملايين بحاجة إلى مَنْ يهديهم؟ وكيف أرتاح بدنياً وكل أسبوع يدخل الإسلام العشرات من أبناء (الأنتيمور) من خلال برامجنا ونرى كل يوم أن أعداء الإسلام لا يدخرون جهداً ولا مالاً في سبيل إبعاد أبناء هذه القبيلة التي كانت عربية مسلمة عن الإسلام وينفقون كل سنة عشرات الملايين ولديهم عشرات من العاملين هنا؟

* ماذا عن الحادث الذي جرى لك بالعراق؟

الحادث الذي حدث لي بالعراق بعد سقوط النظام السابق لا يستحق الذكر، وكنت قد ذهبت للإغاثة وتعرضت لحادث سيارة وتراكمت المضاعفات والحمد لله رب العالمين.

الأمور في العراق قد اختاط فيها الحابل بالنابل، ولم يعد للإنسان المعتدل مجال للعمل أو المساعدة إلا بصعوبة بالغة.

*هل من أثر للتنصير في الخليج؟

التنصير في الخليج ما زال قاصراً والخطر الأكبر من تغيير القيم والغزو الفكري والعلمانية الملحدة والعولمة،
وهذا تركته لأهل الخليج ليتعاملوا معه بالحكمة.



* ما أكثر المواقف تأثيراً على نفسك؟

المواقف أكثر من أحصيها وكثيرة جداً ولكن ما زلت أذكر قرية غرب السودان أثناء مجاعة 1984م سألناهم: ماذا تطلبون؟ فقالوا: كل أطفالنا ماتوا من الجوع وبدأ الكبار يموتون بعد أن ماتت ماشيتهم وزروعهم؟ نناشدكم الله أن تحفروا لنا قبوراً لندفن موتانا، فنحن عاجزون عن حفرها بسبب الجوع، ونطلب منكم أكفاناً لموتانا.

في تلك الفترة رأيت قرى بكاملها في أثيوبيا مات سكانها وحيواناتهم وزروعهم، ولم أعثر على مسلم واحد يذكر الله، فكلهم إما في القبور أو ماتوا ولم يجدوا مَنْ يدفنهم فبقيت هياكلهم العظمية شاهداً على إهمالنا لهم.

* هل تواجهون خسائر مادية أو بشرية؟

هذا شيء طبيعي ومَنْ يُرِد الراحة الجسدية فليجلس عند زوجته ولا حاجة لله فيه، وطريق الدعوة محفوف بالمشكلات، وكل سنة نفقد حوالي 8–10 من العاملين معنا في الحروب الأهلية التي لا ننسحب منها لأن الحاجة إلى عملنا تكثر،
لقد أصبت مرتين بجلطة في القلب، وأصبت بأمراض كثيرة، ولكن هذا كله يهون إذا عظم الهدف الذي تسعى إليه.

لقد كان المخترع المشهور توماس أديسون يعمل أحياناً 36 ساعة متواصلة دون راحة في اختراعاته،

وعمل كولونيل ساندرز سنتين متواصلتين يحاول تسويق دجاج كنتكي المقلي، وكان ينام في سيارته حتى نجح وأصبح للشركة الآن حوالي عشرة آلاف مطعم في العالم ومبيعاتها السنوية بآلاف الملايين،
وهؤلاء يعملون للدنيا فأين مَنْ يعمل للآخرة من شبابنا ونسائنا؟

وفي تاريخنا قصص مشرفة عن علماء ساروا من أقصى المغرب إلى بغداد لتلقي العلم، وعلماء مثل ابن حنبل عمل حمالاً من بغداد إلى مكة حتى يأخذ حديثاً.
وهذا الإمام النووي لا يعرف له فراش ينام عليه، وكان إذا تعب يستند إلى عمود المسجد وينام ومات وعمره 44 سنة، وترك لنا عشرات الكتب التي ندرسها، ولن ينجح مَنْ لا يدفع ثمن النجاح.



* ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم في هذا المضمار؟

كانت وما زالت العقبات المالية، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة هي أكبر عقبة.. إن المال إذا وضع في يدٍ غير حكيمة أو بدون خبرة يتحول إلى نقمة على الدعوة.. وكل اللصوص الذين تزخر بهم إفريقيا أسهم في صنعهم كل مَنْ دفع لهم بحسن نية.

ولكن المال إذا وضع في يد أمينة يديرها عقل حكيم، تتحول إلى بلسم يشفي جراح الأمة، لقد رأيت بعض العاملين في مؤسسات خيرية يوزعون النقود في الشوارع وأغلب المستفيدين يشترون بها السجائر والخمور، ورأيت بعيني أحدهم يوزع على بعض الطلبة المسلمين نقوداً خرجوا جميعاً يتمتعون بها مع نساء الشوارع..!

بينما الكثير من مشاريعنا الدعوية متوقف، بسبب عدم توافر الدعم المادي لها، لهذا أشعر بضرورة عمل أوقاف ثابتة للدعوة الإسلامية ومشاريعها، وأن تُدار هذه الأوقاف باحتراف وبكفاءات عالية، ولنبدأ، وتأكدوا أن الله سيكون بعوننا.

* ماذا جنيت بعد 26 سنة من العمل الدعوي؟

جنيت راحة البال وشعوري بأن حياتي التي قضيتها في مساعدة إخواني في أفريقيا كانت ذات معنى ولها هدف، قد لا أكون قد حققت كل ما أسعى إليه خاصة وأنني كلما وصلت إلى هدف بدأت أسعى إلى هدف أبعد.



* هل يرافقك أبناؤك في الدعوة إلى الله؟

عندما كان أبنائي صغاراً كانت مرافقتي لهم في عطلاتهم المدرسية هي فرصتي، لكي أتعرف عليهم ويتعرفوا عليَّ، لأن الصغار منهم لم يتذكروني إذا جئت إليهم من إفريقيا، أما الآن فقد كبروا وتخرجوا جميعاً، ما عدا واحد على وشك التخرج.