بسم الله الرحمن الرحيم ..
والصلاة والسلام على سيد المرسلين , وبعد :
يسعدني أن أشارك ولأول مرة في طرحكم ومواضيعكم المتميزة ...
من وجهة نظري أكبر سبب في تحقيق الحلم أو تحطيمه , الأهل والأشخاص المحيطين بالشخص , فلو وجد التشجيع وتهيئة الظروف المناسبة تحقق حلمه بكل يسر ..
أحياناً يكون الأهل سبب رئيسي في تحطيم الحلم خاصة للفتاة , التي لا حيلة لها بدون أهلها , فأنا مثلاً كان طموحي منذ الصغر أن أصبح طبيبة , ولم أحدد أحد التخصصات , وقد سعيت لذلك واجتهدت له وكان والدي ـ رحمه الله ـ يناديني دائماً بالدكتورة , وعندما أصبحت في المرحلة الثانوية , دخلت القسم العلمي و بذلت أقصى ما أستطيع من جهد لتحقيق الحلم الذي ولد معي وكبر معي لحظة بلحظة ..
وبعد وفاة والدي , انهيت المرحلة الثانوية , وأردت التسجيل في إحدى كليات الطب , فلقيت المعارضة من بعض أخواني , ليس رفضاً تاماً , ولكن كل واحد منهم له رأي مختلف , فمنهم من عارض لأجل الإختلاط , ومنهم من قال الطب لا يتناسب وشخصيتك الهادئة , ومنهم من عارض لأن دراستي تستلزم مني السفر , لأني في منطقة لا يوجد بها كلية للطب , وأهلي لا يتحملون بعدي عنهم طوال فترة الدراسة , وأنا بدون رأي أخوتي لا أستطيع أن أقرر شيئاً , لأنهم أعلم مني بمثل هذه الأمور , فقلت أدرس في معهد للتمريض , فوجدت الرفض التام !! لكثرة ما سمعنا من المشاكل والظروف المحيطة بالممرضات خاصة في منطقتنا ..
فعلى الرغم من علمي بأن أرائهم بعيدة عن الصواب نوعاً ما , وأنها ستحطم حلمي , وأنه بإمكاني اتخاذ قراري لوحدي , غيرت من مساري وسجلت في قسم الكيمياء في كلية التربية .. لأني لم أرد أن يزعل مني أخوتي فليس لي سواهم بعد الله , ورضاهم عندي أهم من أي طموح أو حلم ..
عذراً على الإطالة , وجزاكم الله الفردوس , وغفر لكم ولوالديكم ....