كيف تصبح مَـلكاً..!؟
- - - - - - - - -
قال لصاحبه وهو يحاوره :
رُب بيتٍ تسمعه أو تقرأه يفعل بك ،
ما لا تفعله كثير من الدروس والمحاضرات.
قال له صاحبه :
لا أراك تقول ذلك ، إلا وقد وقفت اليوم على شيء من هذا ..
هات ما عندك ..!
.
قال لصاحبه : شدني بقوة بيتُ مررت به ، أثناء قراءة في كتاب ، فاسمع :
صاحبُ الشهوةِ عبدٌ ، فإذا ***
ملكَ الشهوةَ أضحى مَلِكا ..!
لعلي لم أنتفع بذلك الكتاب رغم ضخامته ، كما انتفعت بهذا البيت ،
ولقد جعلتُ أردده مراراً ، معجباً به ، متأملاً في معانيه ،
غير أني وقفت بعد ذلك أسأل نفسي :
ولكن كيف لي أن أملك الشهوة ، وهي تجري في عروقي مجرى الدم ..!
قال له صاحبه وابتسامته تتلألأ :
هذه دعها لي أوضحها لك ..!
فكما أسعدني ما سمعته منك ، أسأل الله أن يسعدك بما ستسمعه مني ..!
تهلل وجه الأول واستنارت ملامحه ، وقال في لهفة :
كلي آذان صاغية .
قال له صاحبه :
حين تحسن مراقبة الله سبحانه بقلبك ،
بحيث تستشعر قربه منك ، وحضورك بين يديه ،
وانكشاف سرك له ، واطلاعه على ما تسر وتعلن ،
وتتذوق هذه المعاني ذوقاً قلبياً واضحا ،
فإن لذلك بركاته الواضحة ، وثمراته الكثيرة ،
ومن جملة بركات هذا المشهد :
أن يتيسر لك ، امتلاك الشهوة ، والسيطرة عليها ،
وحين يفقد القلب مشهد القرب من الرب سبحانه ،
سرعان ما تستولي عليه الشهوة مجدداً !
فكلما نجحت في ذلك كنت ملكاً بحق ،
وإلا قيدتك الشهوة بأغلال العبودية لها ..!!
أبو عبد الرحمن