عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-06-19, 7:50 PM
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
المشرف العام على الموقع
الصورة الرمزية الدكتور فهد بن سعود العصيمي
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 2 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 9,376

غير متواجد
 
افتراضي حذار من القياس على الرؤيا المسموعة أو المكتوبة
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.................

حين تستمع لوجهات النظر المختلفة حول الرؤيا وحول علم الرؤيا وتعبيرها، سواء على المستوى الخاص في المجالس الخاصة، أو على المستوى العام، وأعني به ما يكون الاستماع فيه عاما، كما هو حاصل في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة، أجد بعض وجهات النظر المتحفظة على هذا العلم، أو على طرق التفسير التي أشرت إليها.

أما التحفظ على هذا العلم فقد تطرقت له كثيرا جدا، ولكني اريد الحديث اليوم على التحفظ على طرائق تفسيره، او بشكل محدد على بعض طرائق تفسيره.

فالبعض ممن جمعني بهم مجالس الحديث، يقول بأنه ضد التفسير في القنوات الفضائية، لسبب بسيط، فيقول:
إن قص الرؤى في البرامج التلفازية، أو قصها في البرامج الإذاعية، يجعل من يستمع من الجمهور وهم كثير، حين يستمعون مثلا لحلم مفزع ويستمعون لتعبير مفزع له، فإنه إن كان المشاهد قد رأى حلما مشابها له، فسيظن بأن التعبير ينطبق عليه هو أيضا.......وبهذا نكون قد أشعنا الفزع، وأسهمنا في ترويع الناس.
والحقيقة بأني قلت لهؤلاء وأقول لكم بأن هذا الكلام غير صحيح من وجهين:
أولا/ أن الرؤى والأحلام لا تقاس من حيث التعبير، فما يراه إنسان قد يختلف عما رآه آخر تعبيرا، ولو تشابهت الرموز، وهذا يعود لاختلاف الخصائص الاجتماعية أو الوظيفية أو الزمانية للرؤيا أو لصاحبها.
ثانيا/ أن السنة في التعبير أن تعبر الرؤى على الخير، فإن لم يجد المعبر لها بابا على الخير، فعليه أن يطلب من صاحبها الاحتراز منها بما ورد في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والنسليم، وهنا فقد يكون تحفظ هؤلاء في مكانه، وهذا حال كون من يعبر وقتها في البرنامج الذي يستمع له، ممن يرهب ويرعب الناس بتعبيره.
من هنا تتضح أهمية وجود المعبرين المتمسكين بالمنهج النبوي في التعبير، والقائم على التفاؤل والتبشير بالخير، وهذا انطلاقا من حديث:
[بشروا ولا تنفروا] وانطلاقا من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: [ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .


توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي


والله أعلم، وليُعلم أن التعبير بالظن ، والظن يخطىء ويصيب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
علم التعبير صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده،ويثاب المرء على تعلمه وتعليمه.


الصفحة الرسمية على تويتر: د. فهد العصيمي @FahadALOsimy