[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد............

أجد أحيانا بعض من يكتب رؤيته لي ، أو يذكرها بموقعي، يرفقها بذكر اسمه واسم أبيه واسم أمه، وأجد البعض ممن يرسل لي، يرفق رسالته بالاستنكار على طلبي أسماء من رأى في الرؤيا................. ولي تعليق على هذه الآراء.

التعبير من خلال الاستدلال بدلالات الأسماء منهج نبوي أصيل، وقد ثبت المنهج هذا في أكثر من موضع، فجاء في سنن ابي داوود:

‏حدثنا ‏ ‏موسى بن إسمعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏:
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏رأيت الليلة كأنا في دار ‏ ‏عقبة بن رافع ‏ ‏وأتينا برطب من رطب ‏ ‏ابن طاب،‏ ‏فأولت ‏ ‏أن الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب ‏ .

‏قال المظهر : تأويله هكذا قانون قياس التعبير على ما يرى في المنام بالأسماء الحسنة , كما أخذ العاقبة من لفظ عقبة ، والرفعة من رافع , وطيب الدين من طاب . انتهى . ‏
‏قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي
وثبت أيضا أن َّ صهيبا مرّ بأبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فأعرض عنه، فقال أبوبكر: مالك؟ أبلغك عني شيء؟ فقال: لا، إلا رؤيا رأيتها لك كرهتها؛ قال:ما هي؟ قال: رأيتك مجموع اليدين إلى عنقك على باب أبي الحشر الأنصاري؛ قال: نعم ما رأيت، جُمع لي ديني إلى الحشر.

لكن البعض يتجاوز في هذا، فتجده يرفق برؤيته اسمه واسم أبيه واسم أمه، وهذا كله لم أطلبه أبدا، والبعض يذكر لك أسماء عماته وخالاته مع أنهم لم يذكروا بالرؤيا ولم يروا فيها، وهذا أيضا توسع وتجاوز منهم، ولم أطلبه أبدا.

والخلاصة أن الأب والأم يكفي صفتهم عن ذكر أسمائهم، لذا فألفت نظر من يذكر أسماءهم بأنا لا نطلبها، وكذلك لا حاجة لذكر اسم الرائي أو الرائية، وفق الله الجميع .