أحلم بأن أكون، إنســــــاناً
السلام عليكـــــــــــــــــم
(إذا لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب)
هكذا يقول مثل منتزع من رحم واقعه، والشاعر يقول بمعنى قريب
ماصرت ذيب، إلا لأن إللي حواليني ذياب
وماصرت أغيب، إلا لأن العفو عند المقدرة
وحلمي الذي رأيت عرضه هنا، وأتمنى أن يجد له متنفسا، هو حلم تتساقط كثير من الأحلام المزخرفة دونه
إنه حلم حقيقي، يتعلق بمعنى الحياة، وبمعنى أن يكون الإنسان إنسانا.
كيف يثق الانسان بإنسانيته، ولسانه لسان حية رقطاء يؤذي، ويقتل كل معنى جميل
كيف، وقلبه قُد من صخر، لايرحم ولايلين، لايحب، ولايشفق
كيف، وعقله كهف لاصدى فيه إلا لأنانية مفرطة، أو مؤامرة تحاك ضد هذا، أو ذاك
اشتقت لأن اصافح إنسانا، فتعود يدي ملأ بشذى فواح، لامجرحة بمخالب نسر لايفقه إلا لغة الغاب
بالله عليكم..
انظروا إلى مرآتكم الذاتية، وليسأل كل شخص نفسه..
مامعنى أن يكون إنساناً؟
كيف تمضي الحياة بنا، ونحن نتصارع عليها ، وزادنا وعتادنا سيوف نجرح بها بعضنا
أين أحب لأخيك ماتحب لنفسك، وماكان الرفق في شيء إلا زانه، وأين حسن الخلق الذي يرفع منزلة صاحبه فوق الخلائق، وأين المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأين إعذار الناس، والكف عن تتبع عوراتهم، وأين ..وأين؟
لاأقول هلك الناس، بل أين الناس؟
فقد رأيت من نزع ثوب إنسانيته ظاناً أن الإنسانية منزلة لاتليق إلا بالضعفاء، والقوي هو من (يتغدى بأخيه قبل أن يتعشى به)
فكيف يعود الإنسان إنسانا؟
وكيف لمعاني الخير أن تعود في النفوس، وكيف تعود الثقة بها، بعد أن نكلت بها أخلاق السباع والوحوش؟
أتجرؤ أن تكون إنسانا، في غابة يأكل فيها القوي الضعيف؟
كيف؟
أم هل تهاجر، أم ستصبر على أذى من تخالط، وإن كان أذى لايُصبر عليه؟
هذا حلمي، ولعله حلماً أفلاطونيا، لكنني أراه مشروعا..ويستحق أن نحمل شمعة لنبحث في ذواتنا، وفي الآخرين عنه.
.
التعديل الأخير تم بواسطة نورمـــان ; 2009-06-19 الساعة 11:00 AM.
|