الموضوع: المحصلة = صفرًا
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-06-13, 5:43 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
والآن بعد استعراض المسببات، أو بعض منها، فماذا يمكن أن تكون الحلول؟
1- ولأنها - كما أسلفت - هبة من عند الله، فمَن رغب فيما عند الله، فليسأله مخلصًا موقنًا بالإجابة: أن يمنحه الصفاء والتركيز، والسداد والرشاد؛ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وثق بأن الطاعة سبب لرضا الكريم المنان، فلا ترجو توفيقه وأنت تعصيه.

شَكَوْتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأَرْشَدَنِي إِلَى تَرْكِ المَعَاصِي


والاستعانة بالله هي من أهم أسباب النجاح؛ فإن كل الأمور معلقة بإرادة الله - تعالى - وتوفيقه؛ {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40].

إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ لِلْفَتَى فَأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتَهَادُهُ


2- التخطيط:
دائمًا يكون التخطيط أساس النجاح - بعد توفيق الله، عز وجل - في أي عمل تقوم به، وإلى تركه يُعزى فشل كثير من الأعمال؛ لذا يجب وضع برنامج محدد للعمل، يراعى فيه الوقت والإمكانات والظروف، وتحدد الأمور المراد إتمامها، ومدى مناسبة هذه الأمور له ولقدراته وإمكاناته، ومدى نجاح التنفيذ، وأيضًا توزيع المهام على الزمن بأن يُقرَّر للعمل الذي سيُبدأ به المدةُ الزمنية التي سيُنجز فيها، وكذلك تحديد الاحتياجات والأدوات، وكم سيحتاج من المبالغ المالية؟ وما الوقت المناسب له؟ وأين سيكون التنفيذ؟ وكيف ينفذ؟ ومع من سيقوم بالعمل؟ وكم من الأيدي العاملة ستساعده؟ وهكذا.

3- تحديد الأهداف:
فبتحديد الهدف من العمل الذي يُراد القيام به، تُقدَّر مدى أهمية وفائدة هذا العمل، وهو مما يساعد على الإنجاز، فالهدف المرجو بشدة يرفع من همة الشاب للوصول إليه سريعًا؛ مما يرفع من مستوى أدائه وإتقانه لعمله.

4- التنظيم:
ولهذه العملية دور كبير في تركيز انتباه الشباب، وتحقيق الأهداف المرغوبة، وذلك بأن ينظم أولوياته في الأعمال؛ ليعلم ما الذي يبدأ به أولاً؟ وما الذي يؤجَّل؟ ويرتبها حسب أهميتها أو نفعيتها، فيهتم بالضروري وما لا يُمكن تأجيله، ويؤخر ما دون ذلك، وينسق فيما بينها، ثم يقوم بكتابتها وتسجيلها كنقاط في ورقة، أو تدوينها على لوح، ويبدأ بها على التوالي، بدلاً من التبعثر هنا وهناك، فإذا جعلت معيارك تقديم الأهم، أمكنك أن تجتاز مرحلة الحيرة بين هذه الأعمال، والوصول إلى قرار بأيها تبدأ.

5- مراعاة الوقت الملائم للبدء في العمل:
مراعيًا ظروفك وإمكاناتك المتاحة، متجنبًا البدء بالعمل في وقت قد لا يكون مناسبًا نفسيًّا أو ماديًّا، أو لأي سبب آخر.

6- الالتزام بالوقت، والانضباط في الأداء:
وذلك بإحكام تنفيذ الخطط الموضوعة، تجاهل أي عمل آخر ما دمت منشغلاً بعملٍ الآن، ولا تنصرف عما أنت بصدده حتى تنتهي منه، وسابِق الوقت؛ فهذا يقضي على التقاعس عن التنفيذ، اضبط جرس الساعة لمقدار مناسب لإنهاء العمل، أو حدد على أوراق التقويم أيامًا محددة لإنجاز المهمة، والمهم هو الإصرار على الانتهاء قبل نهاية الوقت.

7- تهيئة المكان والبيئة المناسبة والمريحة:
وإبعاد كل المشوشات، من أجهزة مرئية، وصوتية، وخلافها؛ فالجو الذي تَعمُّه الفوضى ليس مكانًا مناسبًا للعمل أيًّا كان، وكذلك المكان المكتظ بأدوات اللهو والتسلية، ليس ملائمًا للعمل.

8- التمرس وتدريب النفس:
بتقسيم الوقت، والتركيز على أداء عمل واحد، في زمن واحد، وعدم الانتقال إلى غيره قبل إتمامه، مهما كانت الأسباب، وذلك بوضع زمن محدد لإنجاز مهمات يسيرة، يمكن الانتهاء منها سريعًا، وتدريجيًّا تجد نفسك وقد اعتدت هذا التزامن.

وكثرة التدريب هي الطريق الأمثل لإتقان العمل أو السلوك، إن بناء القدرة على التركيز الذهني والعقلي، وترتيب الأعمال والأفكار - يحتاج إلى تمرين وتدريب طويل؛ ولكن نتائجه تستحق هذا الجهد.

9- الصبر والإرادة القوية:
يقول - تعالى -: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، فمن الضروري الصبر والمثابرة والاستمرار، حتى لو تأخرت النتائج؛ فالإرادة يمكن أن تصبح قوَّةً خفيَّة وهائلة، إذا خرجتْ تصنع العجائب، وقد كان محمد الفاتح يتحدث عن نفسه، فيقول: "إن لي قلبًا كالصخر، لا يهدأ ولا يلين، حتى أحقق ما أريد".

10- التدرج في العمل من السهل إلى الأصعب:
من الضروري مراعاة التدرج في صعوبة العمل، فلا تبدأ بالعمل الأصعب، أو تُكرِه نفسك على ما لا تطيق؛ فتصاب بالإرهاق والتعب؛ فتتوقف عن إتمامه، بعكس البدء بالعمل السهل الميسر، والذي يمكن الانتهاء منه وإتمامه دون كثير جهد؛ لذا اختر عملاً سهلاً تحبه، وأرغم نفسك على التفكير فيه وحده، ولا تدعه قبل أن تنهيه.

11- من المهم الشعور بلذة العمل:
والاستمتاع به، واليقين بأن إتقان العمل وإنجازه هو لذة أخرى، لا يحسها إلا من وصل إليها، علاوة على ما قد يناله من مكافآت لإنجازه وإتقانه لعمله، سواء من رب العمل، أم ممن سيقدمه إليهم، إضافة إلى إرضاء ربه الذي أحسن كل شيء خلقه؛ قال – تعالى -: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].

12- اتِّباع نموذج صحيح لأداء العمل:
ثم السير على نهجه في الأداء بعد ذلك، فالعلم والخبرة تكتسب مع مرور الوقت بالاقتداء والاتِّباع.

13- ثق بقدراتك:
فالثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الإحباط، والتردُّد، والشعور بعدم القدرة على الأداء - لهي من أهم عوامل هدر الطاقات وإضاعة الفرص، واعلم بأنك لن تعرف حجم قدراتك وإمكاناتك ومهاراتك الحقيقية، حتى تجربها، فتخلَّص أولاً من مشاعرك السلبية تجاه نفسك، وابدأ وستسعدك حتمًا النتائجُ، فما أنعم الله به على الإنسان من طاقات وإمكانات كثيرة جدًّا، ولكن عليه استغلالها الاستغلال الأمثل وعدم تضييعها.

14- القضاء على الملل:
وذلك بتنويع الأعمال التي تمارسها، أو تغيير طريقة أدائها؛ لأن البقاء على عمل واحد دائمًا، وأداءه بنفس الطريقة دومًا - يصيب النفس بالملل والكسل والرتابة، ومن ثم يثقل العملُ على النفس ويستكثر وإن لم يكن كثيرًا؛ ولكن تنبه أن تقطع عملاً لتبدأ بآخر؛ لأنك في المحصلة ستجد أمامك الكثير من أنصاف الأعمال.

15- عدم التفكير في الأمر بعد الانتهاء منه:
وتصفية الذهن للأعمال الأخرى المتبقية، يقول أحد علماء النفس: إن صب الاهتمام في العمل والمشكلة التي هي قيد البحث، ثم نسيان الأمر تمامًا بمجرد حسمه، والوصول إلى قرار فيه، بحيث تستعيد قوة تركيز ذهنك كاملة غير منقوصة - من أهم أسباب النجاح في الحياة.

كما يجب ألاَّ يغرَّك الفرح بالنجاح في الحاضر، عن الاستعداد لأعمال أكثر صعوبة، وأكثر جدية، وأكثر نجاحًا، في المستقبل.

16- عند الشعور بالإجهاد، توقف عن العمل بعض الوقت، وخذ قسطًا من الراحة؛ فلجسدك عليك حقٌّ، فأعط نفسك قدرًا كافيًا من الاسترخاء والراحة، ثم عاود ممارسة العمل بنشاط كامل، بدلاً من العمل بجسد مرهق، فلا تعطي كامل عطائك.

في رأيي المتواضع أن هذه الطرق مجدية جدًّا؛ لأني حين حاولت اتباعها - بفضل الله - خرجت بهذا المبحث المتواضع أيضًا، والذي حتى لو لم ينل أي درجة، فإن ولادته بهجة كبرى لي، فقد كنت أظنه كسابقيه سيموت في المهد، ولكن بتوفيق من الله نجا.

فإن أصبتُ، فمِن الله وحده، وإن أخطأت، فأسأله كريم عفوه.

لكم الشكر والدعوات.

ــــــــــــــــــــ
[1] صححه الألباني، 1113، "السلسلة الصحيحة".
[2] رواه مسلم في "صحيحه".