الموضوع: ليت لي أبًا
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-05-10, 8:47 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي ليت لي أبًا
ليت لي أبًا
رحاب العوبثاني



اشتقتُ إليْه هذا الصَّباح.
أفَقْتُ على صورته البشوشة.
على تلك الابتسامة التي ارتَسَمت في مخيّلتي.
ولا تغيب عني أبدًا.


أفَقْت على كل كلِمةٍ همَسَ بِها لي.
أفَقْت على كل حِضْنٍ من أحْضانِه.


اشتقْت إليه.
تَمنَّيت أن يعود الآن وأسمع قصصه التي كان يرويها.
وأشعاره الَّتي كان يلقيها.
ودروس الحياة التي كان يعلمني إيَّاها.


اشتقتُ إلى مزحاتِه وضحِكاتِه وكلِماتِه.
اشتقْتُ إلى أفْعالِه الَّتي تعلَّمْتُها منه.
اشتقْتُ إلى لَمسات يديْه النَّاعمة الحنون.
اشتقت إليْه.
اشتقْت إليْه.
اشتقْتُ إليْه.
اشتقْتُ إلى حَبيبي.
اشتقْت إلى أبي.


اشتقْتُ إليْه، بصوتٍ عالٍ أقولُها، وعيناي تدمعان.
فياليت لي أبًا.
أغفو في أحْضانِه.
وأستيقِظ على همساته.


ليت لي أبًا.
يَحميني من غدْر البَشَر.
ليت لي أبًا.
يَرْعاني في كلِّ حين.
ليت لي أبًا.
لأمحوَ كلَّ طعنات السنين.
ليت لي أبًا.
يُنسيني الأنين.
ليت لي أبًا.
يُلَمْلِم جروحي وآلامي.
ليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
ولكِنْ لا أمل.
فقَدْ رحل.
وترَكَ مكانَه خاليًا.


ترَكَني وحيدةً بين قسْوة البشر.
بين آهات الزَّمن.
وبين متاهات الحياة.


فمَن يَشْفِي جروحي وآلامي؟
ومَن يطبِّب قلبي، ويحقق أحلامي؟
مَن يسمعني حين أشكو؟
ومَن يَحضنُني حين أضعُف؟
ومَن يُسْكتني حين أبكي؟


أبي:
لقد عدتُ طفلةً من بعدك.
تنتظِر عودة أبيها كلَّ حين.
ترتقِب ذلك الباب، متى يُفْتَح؟
مَتَى يطلُّ عليْها بتلك الضَّحِكات؟
بتِلْك المداعبات.


أبي:
أُهْديك قبلة على ذلك الجبين.
وقُبْلَتين على تلك الوجْنَتَين.
أهديك قلبي، وأهْديك عرفانًا وشكرًا.
لن أنساهُ يومًا.


شكرًا على كلِّ شيءٍ علَّمْتني إيَّاه.
فهو الآن مصْدر قوَّتي.
وهو مَن يقِفُ بِجانبي.
وهُو مَن يدفَعُني دائمًا إلى الأمام.


أبي:
أُهْديك كلَّ نجاحٍ في حياتي.
أُهْدِيك كلَّ هدفٍ في حياتي حقَّقته.
وأُهديك كلَّ حبٍّ أراهُ في أعْيُن النَّاس لي.
فقد كان لك ومن أجلِك دومًا.


سأَبْقى دومًا لأجلك.
وسَأُبْدِع دومًا لأجلك.
وسَأَبْقى دائمًا أنا ابنتك، ودائمًا لأجلك.