يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء ، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا للإجابة ،
ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس ؛
لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه ؛
أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ؟ بقي ثمانين سنة في البلاء ,
ورجاؤه لا يتغير ، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله , وقال :
{ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً } يوسف / 83
فإياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ،
فإنك مبتلى بالبلاء ، متعبد بالصبر والدعاء ،
ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء .
[ ابن الجوزي ]
" ومن تدبر كتاب الله ، وأكثر من تلاوته عرف صفات الرابحين ،
وصفات الخاسرين على التفصيل " .
{ خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } الرحمن/ 3- 4
الإنسان بالأمس نطفة , واليوم هو في غاية البيان وشدة الخصام ,
يجادل في ربه , وينكر قدرته على البعث ،
فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين الإبانة في الخصام ،
- مع أن الله خلقه من نطفة وجعله خصيما مبينا –
آية من آياته جل وعلا ,
دالة على أنه المعبود وحده، وأن البعث من القبور حق .
[ ابن باز معلقا على سورة العصر ]
{ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } المائدة /30،
{ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } الشعراء / 157
لم يكن بين قوة الدافع لارتكاب الجريمة والانتقام ،
وطغيان الشعور بالزهو والانتصار ،
وبين الندم والخسران والبؤس والكآبة ،
سوى لحظات فعل الجريمة وتنفيذها ،
فيا طول حسرة المتعجلين ! .
[ أ . د .ناصر العمر ]
أهل الصلاح يظهر عليهم صلاحهم ,
ويحبهم الناس وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم ,
فأهل البلد من الكفار والفساق :
الملك , وخباز الملك , وغيرهم ,
لجئوا إلى يوسف عليه السلام :
{ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } يوسف / 36 ,
فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك المحسنين .
[ محمد المنجد ]
كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده ،
وقد ثبت في الحديث أنه لا يأتي بخير ،
ومصداق ذلك في القرآن :
{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ *
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ
وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } التوبة / 75 - 77 .
[ د . محمد الخضيري ]