الصداقة
أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ
وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ
الـمتنبـي
حتى يؤول الحال إلى ما عبر عنه أرسطو
"إنسان هو أنت.. إلا أنه بالشخص غيرك».
يتقبلك كما أنت ، يستمتع برفقتك ، تثق به ، تحترمه ، درس خريطتك جيداً ، و يساعدك عند الحاجة ، و استوعبت تفصيلاته و دوافع سلوكه ، و التلقائية و العفوية زادكما ، والتكلف لا مساحة له بينكما ، يقبل عذرك ، و تسامحه ، و لا يتبدل بتبدل الأحوال .
حين يصنفك الآخرون، ويحللوك ويرصدوك ويطبعوك وينسخوك !!. . تلجأ إلى قبوله لك كما أنت، ببراءتك المُذنبة! دون مونتاج!
هل يمكن أن نعيش و نحيا و تستمر الحياة بلا صداقة ؟ أم أننا لو لم نجدها على كوكبنا لاخترعناها !
و هل هي نادرة و صعبة المنال حقاً حتى يترجم روح بن زنباع إحساسه بندرة الصديق الوفي بقوله " انه لفظ بلا معنى" ، و يعلق أبو حيان التوحيدي ، و الذي شغله أمر الصداقة كثيراً حتى ألف فيها كتاباً تجاوز الربعمائة صفحة ، فيقول " أي هو شيء عزيز، وكأنه ليس بموجود" ؟
من مقومات الصداقة : الوفاء و التضحية و الإخلاص و الإحساس و الثقة ...، فهل يمكن أن تتعرض للانهيار و تتلاشى تماماً و تبقى مع الأيام مجرد ذكرى !
بل هل يمكن أن تنقلب إلى عداوة حتى يصدق فيها القول :
" احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة"
الصداقة معك لها حكايات و حواديت ، لعلك سطرتها في دفتر حياتك و بمداد خبرتك مع الأيام ...
فهل تأذن لنا بتقليب الصفحات ؟
الحياة كلمة