إضاءات:
- لا يضاهَى في الحياة امرأةٌ صالحة ورجلٌ وفيّ؛ فكوني تلك المرأةَ، لتجدي هذا الرجل.
- عليك أن تقفي على باب الأمل؛ فقد نجح كل من نفذ من خلاله عابرًا إلى تحقيق الحلم، ولا تستمعي لأبواق المحبطين والمتعثرين.
- الكل يستمد منكِ البهجة، فكوني مصدرها حين يبحث عنها أحباؤك، وليس أقربَ من زوجك وأبنائك لتهديهم أرقَّ مشاعرك ليستمدوا منكِ طاقاتِهم التي تعينُهم على السير بنجاح في محطات الحياة الكثيرة.
- اجعلي ابتسامتَك وسيلتَك لفتح القلوب.
- المرأة مثل العشب الناعم؛ ينحني أمام النسيم، ولكنه لا ينكسر للعاصفة.
- المرأة العظيمة تلهم الرجل، والمرأة الذكية تثير اهتمامه، أما المرأة الجميلة فلا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة الحنون وحدها هي التي تفوز به في النهاية [ويليام شكسبير].
خواطر امرأة مبدعة:
لم أكن أتصور أن قراءة كتاب سيحدث في حياتي كلَّ هذا الفرق الذي كنت أظن أنه في غيابات الجب، أو داخل سراديب مظلمة لن يكتب لها النورُ أبدًا، أو تحت الثرى بأحد الكهوف في الأساطير والحكايات الخرافية.
قضيت عمرًا طويلا تجاوز الثلاثين، تتخبط في ذهني الأفكارُ، أريد أن أفعل شيئًا لا أعرفه قد يدخلني من أبواب السعادة.
فالسعادة التي آمُل في مجيئها لا تأتي إلى مدينتي أبدًا مهما فعلت ومهما أرسلت لها نداءات استغاثة، أو وساطات وبعثات، بل وتوسلات، فكنت أبحث عنها في كل شيء وكل مكان، لعلي أجدها مختبئة هنا أو متوارية هناك، فكنت أخرج للتسوق وأشتري وأشتري، وفعلا أشعر بالسعادة والنشوة، ولكن لوقت، ثم أعود للبحث في أرفف المحلات وأروقة الأسواق.
ثم غيرت مساري، فرحت أجلس مع الصديقات نتسامر ونقضي الوقت قتلا حتى يمضي في سعادة كما توهمت، ولكن لا جديد ولا أمل في جديد يستمر.
فرُحْتُ أطرق أبوابًا أخرى، وأستمع لصدى أصوات ونداءات من هنا وهناك: أن السعادة بانتظاري هناك.
أين هناك؟
لا شيء سوى بضع ساعات ولا شيء بعدها يبقى.
كل المحاولات دائمًا كانت تبوء بالإخفاق، الذي يلقيني مرة أخرى بعد كل محاولة إلى مخزن الأحزان وقوالب الاكتئاب.
وبقي السؤال يتردد في عقلي: أين أجدك أيتها الهاربة؟!
إلى أن وقع تحت يدي كتاب لأحد الكتاب البارزين في كيفية التدريب على مهارات الحياة، فوجدت الإجابة عن سؤالي الحائر في سطوره الملهمة عن كيفية أن أحيا بغير الشعور بالإحباط الدائم.
كيف أستغل تلك القدرات القوية بداخلي؟ كيف أوظف طاقاتي فيما أحب؟
فرُحْتُ أبحث عما أحب، فأطلت هوايتي القديمةُ إلى السطح، وكأنها ترشح نفسها للفوز بالخروج، معاتبةً لي على إهمالها كل تلك السنوات.
فكانت البداية بقراري بملء الوقت الذي كنت أقتله عمدًا دون أن يوقع علي عقاب، أو ينالني قانون، فقررت البدء بفكرتي التي بدأت صغيرة والتي كانت هوايتي في أثناء الجامعة، وأهملتها حين تزوجتُ وأنجبت، وهي الرسم على الزجاج والقماش.
فقررتُ استرجاع الزمن، واستعادة هوايتي المفضلة، ووضعت ميزانية مصغرة تناسب بداية متواضعة، وبدأت بعمل لوحاتي التي كانت تبهر رفيقاتي، وقمت بعرض منتجاتي في حجرة صغيرة خارجية للمنزل، وعملتُ بعض الدعايات التي حظيت بالإقبال والثناء من أهلي وجيراني وصديقاتي.
فالحماسة تبدأ أولا من عندك، ثم يصاب بها الجميع بالعدوى.
والآن أشترك في المعارض وأبيع إنتاجي بأرباح كبيرة، لكن الربح الأكبر هو أني وجدت ما بحثت عنه طويلا، وأصبحت أكثر تنظيمًا ونشاطًا وحيوية، وانعكس ذلك على زوجي المساند؛ بأن وجد في وجهي ما غاب عنه طويلا، وهى ابتسامة الرضا، وأبنائي الذين كانوا ينضمون إلى مساعدتي في أوقات فراغهم، وانتقلت إليهم عدوى النجاح.
فلا تستهيني بالقطرة، فبعدها ينهمر السيل.