يحفظ القرآن بطريقة برايل
عمر بن عبد الله المديفر
في العاشرة من عمره عيناه لم تريا النور يوماً ولم تبصرا الحياة ولو للحظة؛ هكذا جاء للدنيا وهكذا قُدر له أن يكون محرومٌ هو في نظرِ الكثير، ومسكين في نظرِ الأكثر ينظرون إليه إذ ينظرون نظرةَ شفقةٍ ورحمة.
كان ككل الناس له اهتماماته الخاصة وأفكاره الشخصية وهمومه الذاتية، يعيش مثلهم، يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون، ويتعبد أيضاً كما يتعبدون ولربما فاقهم في هذه وتعداهم.
كنت كثيراً أراه وقد أمسك أخوه الأصغر بيده إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه.. ما كنت من جماعة مسجدهم ولكن كنت أراه حينما أذهب للمسجد الذي أصلي فيه.
وذات يوم لم أذهب إلى المسجد الآخر إنما صليت في المسجد الذي يصلي فيه محمد صاحبنا، وكم كان عجبي كبيراً ودهشتي شديدة عندما رأيته يتأبط كتاباً.
تساءلت: أليس بأعمى؟!.
انتظرت قليلاً لأروي فضولي وإذا بشاب في العشرينات يدخل المسجد وبعد برهة من الزمن جلس وتحلق حوله فتيان من جماعة المسجد.
ازداد عجبي وتضاعفت دهشتي: محمد في حلقة؟! عجيب.
وانتظرت أيضاً.
تفرق الطلاب كل طالب جلس متكئاً على سارية من سواري المسجد، تلفت بحثاً عن محمد فرأيته جالساً وبجواره أخوه, فتح الكتاب ووضع يده على الورقة ثم بدأ يتحسسها.
جلست أراقبه ويده تنتقل من مكان لآخر في الصفحة.
وفهمت من حركاته أنه يقرأ ولكن بطريقته الخاصة طريقة برايل.
من اطلاعاتي