لقـد بـان الصـبح لكل ذي عـينين
طريق واحد مضمون ..
لا تتـعنى كثيراً فتهلك نفسك فيما لا جدوى منه ، ولا ثمرة حقيقية فيه ..
إن كنت جاداً في طلب الفلاح في دنياك ،
وتحصيل السعادة في أخراك ،
فالطريق إلى ذلك معروفة محددة واضحة كأنها الكف المبسوطة :
حقق الإيمان بالله ابتداءً في غور قلبك
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) ..
ثم اجهد جهدك أن تبذر أرض قلبك ببذور اليقين بالله والثقة به ،
واسق الأرض بماء حب الله جل جلاله ،
وتعهد الشجرة خطوة خطوة بالفكر الواعي ، والذكر الكثير ،
وملاحظة النفس ورعوناتها ..
واحفظها من كل ما قد يؤثر فيها من أشواك أو هوام الأرض ونحوها ..
ولا تزال كذلك حتى تجد بين يديك حصاد ما بذرت ..
وعلامة صحة سيرك في هذه الرحلة :
أن ترى من نفسك إقبالاً على الطاعات ،
بل وأن تجد لهذا الإقبال لذة خاصة ، ونكهة مميزة ، لا يعرفها إلا أصحابها ..
عندها حق لك أن ترجو فلاحاً ،
ومع الفلاح عز ، ومع العز أنس ، ومع الأنس نصر ،
ثم جنة ونعيماً أبد الآبدين ..
ورضوان من الله أكبر وأعلى وأرقى من ذلك كله .. فهــنيئـاً ..
لقد انفتح لك الطريق .. ولا يبقى أمامك إلا أن تشمر وتمضي بسلام
شعارك الذي لا يغيب عن عينيك :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً(
من اطلاعاتي