عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-03-20, 2:33 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
هي تحبه .. وهو يحب غيرها !! 2

هي تحبه .. وهو يحب غيرها !! 2
= =
قال : قد تعجبين لو قلت لك أنني في أحيان كثيرة
أحسب أنه لم يعرف أحد الحب غيري ،
ولم يعرف أحد حقيقة الشوق مثلي ..!!
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ** ولا الصبابة إلا من يعانيها
نعم أنا أعرف أن هذه مبالغة كبيرة ، بل وكبيرة جداً ،
ولكني أريد أن أوصل إليك معنى عميق ..
قالت : ممممممممم
قال : لعلي أقرّب إليك أشواق قلبي وأفراح روحي حين أقول لك :
أنني أحياناً أبكي من شدة الشوق ، كما أبكي من شدة الخوف !!
قالت : كيف هذا ؟؟ لا يجتمع النقيضان ؟
قال : إذن صدقيني .. أنتِ بعد لم تعرفي الحب على حقيقته ..
وإنما أنت تتوهمين أنك محبة ، بل أنت محبة على طريقة مدرسة
صعاليك وبهائم الوسط الفني التي أهدرت القيم ، ومسخت العقول ،
ونشرت غسيلها القذر على الملأ ..!
قالت : فزدني توضيحا من فضلك ..
قال : حين أشعر ساعة من نهار أو ليل أنني معه قريب منه ،
فإني اشعر برغبة جامحة في البكاء ، خوفَ أن تفارقني هذه المشاعر
السماوية التي تعجز عن ترجمتها كل كلمات الدنيا ..
وحين استشعر البعد عنه لسبب أو لآخر ، فأمر بحالة جفاف روحي ،
تنبئ بما يشبه القطيعة ، أشعر برغبة عارمة في البكاء ،
شوقا إلى تلك الحالة التي كنت فيها ، وخوفا أن تتزايد الهوة
ويتسع الخرق على الراقع ، وأجد نفسي في النار ...!
مع أني أشعر أصلا أني في نار القطيعة أتلظى ،
بمجرد حلول ذلك الجفاف بقلبي..!!
قالت : يذكرني كلامك هذا بأبيات كنت قرأتها منذ زمن ،
غير أن حافظتى تخونني .
قال : أحسبك تعنين قول القائل :
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي أن دنوا خوف الفراقِ
قالت : نعم ، نعم ..هي والله .. لله دره ..!
قال : ولكن هذا يتحدث عن المحبة الدون ..
أما المحبة العليا التي أحاول أن أفتح لك آفاقها ، وأشدك إليها ،
وأحببك فيها ، فهي فوق وصف الواصف .. ولعل هذا البيت
يقرب الحقيقة ولكنه يعجز عن وصفها ..!
قالت : ولكني أؤكد لك أن حبي لك يجعلني استشعر
قربك مني رغم بعدك عني .!!
قال : وحبي له لا يجعلني أرى شيئاً سواه ، ولا يلتفت إلى أحد غيره ،
لاسيما إذا كان هذا الأحد نهاية التعلق به ، هي البعد عنه سبحانه ..!
قالت : لكني لن أفرط فيك ، مهما أعرضت عني ، ومهما جفوتني ..!!
قال : اعلمي أنك تصطادين في الماء العكر ..
وأن الموت لك بالمرصاد ، وعساكر الموت يتربصون بك ..
اليوم أو غداً سيهجم عليك الموت ..فتهيأي كيف ستلاقينه ،
وهو يزف روحك إلى السماء مصحوبا بسخط الله !!
قالت في فزع واضح : أرجوووك دعنا من سيرة الموت ..أرجوووك !!
الحديث عن الموت يرعبني .أرجوووووك .........اسمع ..! ..
أقول لك شيئا : أن حبك جعل للدنيا طعما آخر
ونكهة خاصة لم أعهدها في حياتي ..
قال : وحبه الذي يغمر قلبي ، جعلني اشعر كأنما دخلت الجنة مباشرة ،
ثم نزلت منها ، لأعلّم أهلها كيف يكون الاستعلاء فوق الشهوات ..!
ولألقن "بعض" من الناس أن شهوات الدنيا أتفه من أن يلتفت إليها
من ذاق بقلبه حلاوة السماء ..!
فمن الحماقة أن يهدر العاقل لآلئ حصل عليها ،
مقابل بعرة تعرض عليه !!
قالت : سامحك الله .. لأني أحبك سأتحمل كل ما تقوله ،
حتى لو كان على غير ما أهوى .. المهم تسمعني ..
طيب أسألك : وهل يتحول هؤلاء إلى معصومين ..؟
قال : كلا .. بل هم يتعثرون بين الوقت والوقت ،
ولكنهم يعرفون الطريق للعودة السريعة إلى رحاب جنتهم التي كانوا فيها
.. بل هؤلاء يتعاملون مع العثرة بطريقة فريدة ..
فكل عثرة تقع لهم ، تزيدهم اندفاعا على الله ليعوضوا ما فاتهم
خلال تلك العثرة !!
وشيء آخر أنهم يجهدون كل الجهد ، أن يستعلوا على فخاخ الشيطان
المبثوثة في طريقهم ..
فإن وقعوا نهضوا .. نهضوا سريعا وشمروا إلى القمة من جديد !
لسان حالهم : وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى ..
قالت ضاحكة : فما لي لا أراك تتعثر معي مرة ، ولو في بالسماح بلقاء
لقاء واحد فحسب وفي مكان عام ، وحيث تشاء ..!!
قال : اسمعيني جيداً ,, يبدو أن الشيطان ينطق على لسانك ،
ومع هذا أقول لك :
ما دام عقلي معي ، وإيماني مستيقظ ، ورقابة الله ملء حسي
فهذا لن يكون ، ونجوم السماء أقرب إليك مما تحلمين به ..!
قالت : لا بأس ..أكتفي الآن بالحلم ، لكني سأظل أتمنى وأرغب ،
وأحدثك في وحدتي ، واستأنس بك ،
لأني أشعر حين أفعل هذا معك أن أفراح قلبي تتوالد !
قال : لو أنك عرفت كيف تقبلين عليه هو ، وتحبينه هو ملء فؤادك ،
وتختلين به هو ، وتناجينه هو في ظلمة ليل ، وأنتِ جاثية بين يديه ..
لشعرت أن أيامك قد أصبحت أعياداً ..
بل تصبح أروع ساعاتك ، وأجملها وأحلاها وأبهاها
ساعة تقبلين فيها بكلية قلبك عليه هو وحده ..
وهو يفيض على قلبك ألواناً من مباهج السماء ،
ترين من خلالها ومعها أن جميع لذات الطين التي يتعلق بها
أكثر الناس لا تساوي شيئا البتة بإزاء نسائم السماء
حين تهب على قلب إنسان ..!
ولكنك _ للأسف _ آثرت الدون واستبدلت الذي هو أدنى
بالذي هو خير ..فما أبأسك والله وأشقاك ..!
قالت بمرارة : أرجوووك دعنا من هذا الحديث !! ..
أتوسل إليك ابعد عني مثل هذه المعاني فإنها تقلقل أركان قلبي ،
وتزعزع نفسي أ وتجعلني أشعر بالحقارة .. !!
إنها تحرك في نفسي ما لا أرغب في تحريكه الآن ..!!
لذا دعني أقول لك : هل تصدق أن الدنيا تبتسم لي بمجرد
أن أتخيل قربك مني ، وأني أصبحت لك وحدك ..
وفي المقابل اشعر أن الدنيا تعبس في وجهي وتظلم حين أتذكر
إعراضك عني وعدم مبالاتك بي ..
قال : لكن الدنيا تصبح جنة وارفة الظلال وأنا استشعر معيته لي ،
وقربي منه ، ومناجاتي له وأنا منكسر بين يديه ، وحديثي عنه ،
وتذكيري به ، وتذكري له .. وعملي من أجله ، وأنني على عينه ..
ولا تظلم الدنيا في وجهي ، إلا إذا خادعني الشيطان ،
فأوقعني في أمر يبعد قلبي عنه ، هناك استشعر طرد الله
لآدم وحواء من الجنة ، يوم أكلا من الشجرة التي نهاهما عنها ..
فكأنما أنا المطرود من تلك الجنة ، لأن الشيطان أغواني
فأكلت من الشجرة التي نهيت عنها ..!
قالت : هذا معنى عجيب والله ., سبحان الله ... أنت عجيب والله..!
قال : ولكنها حقيقة يستشعرها تماما من يعيش في رحاب الله
مقبلا عليه بكلية قلبه ، فإذا واقع معصية شعر كأنما طرد من الجنة للتو.. !.
. وأن كل شيءٍ من حوله يعاتبه ويجفوه !!
ولذا فإنه يفزع فزعاً شديدا كما فزع آدم عليه السلام
وأخذ يهتف باكيا نادماً :
( ... رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ..
قالت : رجعنا إلى هذه المعاني ..أرجوك لنؤجل الكلام في هذا ..
ودعني فقط أعبر لك عن مشاعري تجاهك ..
والله لشدة لهفتي عليك وشوقي إليك، أجدني أكلم حتى الحيطان ...!
قال : هذا هو الفارق بين سماء وأرض ..!
وبين قلب مشرق وقلب مظلم !
لأنني أنا الآخر من شدة حبي له ، أكاد أكلم كل شيء
وأصغي إلى كل شيء ،
وأجد كل شيء من حولي يشدني إليه ، ويذكرني به ،
فبيني وبين هذا الكون الفسيح علاقة عجيبة وغريبة ،
وأجد في كثير من الأحيان أنسا عجيبا
وأنا أتصفح هذا الكون من حولي ،
لأني استشعر السمو والصعود والارتقاء ،
وأنا أسافر بفكري مع مفردات هذا الكون كله هنا وهناك ..
وكل خلية في جسدي تهتف وتنادي :
(.. رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
أحسب أنك ما دمت في وضعكِ هذا ،
أحسب أنك أصغر من أن تستوعبي هذا الذي أقول ،
ولو أنك أقبلت بكلية قلبك عليه .. ستدركين أنني عجزت عن التعبير
عن حقيقة ضخمة يجدها كل من استنار قلبه مع الله ..
وارتبط به ، وعاش من أجله ..
قالت في شيء من ضجر : أصغر ،، أكبر .. انا لا يعنيني هذا الآن ..
إنما يعنيني أنت .. يهمني الآن أن أنتهز فرصة سماعك لي
لأعبر لك عن ما يعتمل في قلبي نحوك ..
صدقني أنت ربيعي الأخضر منذ عرفتك وتعلق قلبي بك ..
قال : ووالله إنك تكادين تعبرين عما في قلبي ،
فإنني منذ إن عرفته شعرت أنني حييت من جديد ،
وأني قبل معرفته والتعلق به ، كنتُ ميتاً ، كما قال سبحانه :
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ..
أي والله كنتُ ميتاً . أتقلب في الظلمات ، وأحسب أني أحسن صنعا !!!
فلما عرفته وتعلقت به ، واصبح تحصيل رضاه شغلا شاغلا لي ،
تحولت صحرائي إلى جنات وارفة الظلال ، دانية القطوف ..
قالت : ولكنك تصبح دنياي كلها وجنتي ، لو طاوعتني مرة فيما أريد ..
ولا أريد شيئا كبيرا ،
يبدو أنك لا تصدقني حين أقول لك :
أنني حصرت همومي كلها فيك .. وصرت لي شغلا وأي شغل ..!
قال : إذن ستظلين في العذاب الأدنى حتى يوافيك العذاب الأكبر ..!
فأي شيء حصلتِ مما تتمنين ؟ لا دنيا حصّلتِ ولا آخرة أبقيتِ ..
وهل الحماقة إلا هذا ؟؟!
ويبقى الضنك يلازمك حيثما سرت ، وأينما نزلت ..
مهما ضحكت وقهقهتِ وكذبتِ على نفسكِ ،
إذا خلوتِ بنفسك تبرز لك أنياب التعاسة تنهشك !! ..
قالت : عجيب .. تصف حقيقة ما أعاني وكأن نفسي انكشفت لك ..!!
قال : وهل تصدقينني لو قلت لك أن هذا ما حدث فعلاً ..!
قالت : حقاً ..؟ كيف ذلك؟
قال : لأن الله جل جلاله أخبرني بذلك ،
وكلامه سبحانه أوثق عندي من نظر عيني ..!
بمعنى لو أني اطلعت على نفسيتك نظر عين مباشر ،
ربما لشككت فيما أرى ، ولكن لأن الله أخبرني عن نفسيتك
فأنا كأني أرى ما في نفسك لأن الله أخبر ..!
قالت : عجيب ما اسمع .. ألم أقل أنك أعجب من عرفت ..زدني توضيحاً ..
قال : يقول الله سبحانه
( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) ..
فكل من لم يقبل على الله إقبالا صحيحا ،
فإن حياة الضنك هذه تنتظره ولابد ..!!
مهما كذب على الناس وخادعهم ، فإنه لن يضحك على نفسه ..
وكل الذين اخلعوا من حياة الضنك بالعودة إلى رحاب الله واصطلحوا معه .
كلهم يؤكدون هذه الحقيقة .
وحياة الضنك هذه ، هي حياة الحيرة والقلق والاضطراب النفسي
ونحو هذا ، مهما بدا للناس أنه سعيد مسرورا مبتهج ..
فإنما هو " يمثل " عليهم فحسب !!
قالت : لن أحدثك عن دمع عيني بسبب كلماتك هذه وغيرها ،