ســرُ الألـــق . . ؟
السرُ الذي يجعل البعض يزداد ألقاً وتميزاً ، هو إيمانه أولاً أن لذة البقاء لا تنال إلا بكثرة وجودة العطاء ، ويوقن ثانياً أن العطاء الخالي من صفة النقاء وباء ، ويستشعر ثالثاً أن للأرواح جنود تجعل القلة كثرة وتنشأ البركة ، ومدد الأرواح يطلب بمعاريض الليل وساحات السحر . .
يؤمن أن من سقى لا كمن جاهد ، والربح في الكفاح للمعنى أكثر منه في المبنى ، يستشعر نصر الأراوح ويعيشه ويعلم أن العاقبة الواقعية للأرواح المثالية ، يعلم أن الفوز لن ينزل للواقع من سلالم نفس منهزمة .
قاعدة المرور لديه " أفضلية المرور للقادمين بثقة وعلم وإخلاص "
لا يلهيه تشابك الأغصان عن رؤية الغابة كاملة .
يردد زفرة عنترة :
سأصبر حتى تطرحني عواذلي
وحتى يضج الصبر بين جوانحي
قد يعاديه الزمن أو من ينتظر منه الود ، فيستدعي قول ابن الجارية :
أعادي صرف دهر لا يعادي
وأحتمل القطيعة والبعادا
وأظهر نصح قوم ضيعوني
وإن خانت قلوبهم الودادا
أعلل بالمنى قلباً عليلا
وبالصبر الجميل وإن تمادى.
قوله تعالى : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم } مطمئنة له في فيافي من قدس الذنب و داس الرأس !
يوسف الهذلول